عادي

توطين المعرفة النقدية

00:10 صباحا
قراءة دقيقتين

صدر حديثاً عن دار فضاءات الأردنية كتاب جديد مهم للدكتور محمد برادة بعنوان «النقد التنويري في سياق المثاقفة والحداثة»، وصدر الكتاب بإشراف من الناقد المغربي الدكتور محمد الداهي. جمع وتبويب كل من ابتسام العجوري، ونور الدين أغزر.

جاء في تقديم الكتاب على الغلاف الأخير: «يأتي هذا المؤلف في سياق ظهور تحالفات جديدة في الغرب، بين المؤسسة الأكاديمية والصحافة، وبروز جماعات تمارس النقد خارج الجامعة، بإنزاله من برجه الأكاديمي وبث الروح فيه من جديد ليصبح ممارسة متداولة في الأوساط الثقافية (الملاحق الثقافية، المجلات، المكتبات، الوسائطيّات، دور الشباب، الجمعيات الثقافية)، كما يأتي ك(صنعة إبداعية)، وحافزا على إثارة النقاش العمومي حول كثير من القضايا التي تهم الوضع البشري».

يؤرخ الكتاب للتجربة النقدية المتميزة للباحث الناقد محمد برادة في العالم العربي، ويبيّن تفاعله إيجاباً مع مختلف النظريات الأدبية الغربية، وقدرته على استثمارها، بوعي وبصيرة، لتوطين المعرفة النقدية، ولتحويل الأدب إلى شأن ثقافي يسعف الإنسان العربي على تجديد نسغ الحياة، واقتراح بدائل جديدة للعيش المشترك.

ويتضح من العنوان أن محمد برادة في عداد النقاد الذين مارسوا النقد التنويري بوعي وتبصّر، لتحقيق هدفين أساسيين، هما: المراهنة على نقد يسهم في تنوير الرأي العام، وإشراكه في تذوق الأدب ومناقشته، ثم نزع القداسة والتعالي عن النقد ليكون طرفاً حيوياً في الحياة الثقافية، وعاملاً مجدداً في النقاشات العمومية. ومن النتائج المترتبة عليهما معاً، هو أن كثيراً من المفاهيم النقدية التي استخدمها محمد برادة أضحت عملة رائجة في المجتمع، يستخدمها الأديب والسياسي والطالب والصحفي، للتعبير عن موقفه من الوجود؛ ومن ضمنها: الحوارية، الرؤية للعالم، التذويت، الوضع الاعتباري، الهجنة اللغوية، الأسلبة، الأجناس المتخللة.. إلخ.

ولد د. محمد برادة في 1938 بالرباط، تابع دراسته بمدارس محمد الخامس، ثم التحق بجامعة القاهرة، حيث حصل على الإجازة في الأدب العربي سنة 1960. نال شهادة الدروس المعمقة في الفلسفة من جامعة محمد الخامس سنة 1962. كما حاز دكتوراه السلك الثالث من جامعة السوربون 1973، عن أطروحته «محمد مندور وتنظير النقد العربي».. وقد عمل أستاذاً محاضراً في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة محمد الخامس بالرباط، ورئيساً للبرامج الثقافية في الإذاعة المغربية.

كان من مؤسسي اتحاد كتاب المغرب، (1961) وانتخب رئيساً له في ثلاث ولايات متتالية، في المؤتمر الخامس عام 1976 والسادس عام 1979 والسابع عام 1981.. وحصل برادة على كثير من الجوائز المرموقة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4twv369k

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"