عادي

عادات متوارثة تتجدد في العيد

00:02 صباحا
قراءة 3 دقائق

تحقيق: مها عادل

رغم انتشار عبارات المعايدة الإلكترونية سابقة التجهيز، ما زال الكثير يحرص على زيارة الأهل والأقارب، وتهنئتهم بالعيد فعلياً، وليس افتراضياً، وبرغم انتشار محالّ صناعة حلوى العيد من كحك وغريّبة وغيرهما، فإن كثيراً من الأمهات أيضاً يحرصن على إسعاد أسرهن وجيرانهن بإعدادها في البيت لتعم فرحة المشاركة، لتبقى تقاليد العيد باقية وحية في قلوب الذين يحرصون على تجديدها وممارستها بمشاركة الصغار لتستمر وتتوارثها الأجيال، فهذه العادات القيّمة تحمل «روح العيد» وبهجته الحقيقية، وأجمعت الآراء حول أهمية ترسيخ هذه العادات التي تقوي أواصر القربى بين الأهل.

يقول عبدالله صالح، موظف بالشارقة: «التجمع في بيت العائلة مع الأهل والأجداد في أول أيام العيد، وتوزيع العيدية والحلوى على الجميع، يسعد أهلنا، فالتواصل والتراحم بين أفراد الأسرة وأجيالها عادة ترتبط بتراثنا في الأعياد والمناسبات الدينية والاجتماعية، خصوصاً عيد الفطر الذي لا تكتمل بهجته إلا في بيت العائلة».

ويتابع: «أحرص على ترسيخ هذه العادة في أذهان أطفالي، وحتى عندما نذهب لشراء ملابس العيد، لابد من تحفيزهم على شراء هدايا للجد والجدة، حتى لو كانت بسيطة كنوع من التقدير والرغبة في إدخال السرور على قلوبهم».

ويضيف: «هذا العام وجدت ابنتي الكبرى، 12 عاماً، تبحث عبر مواقع التسوق الإلكتروني قبل العيد بأيام عن هدايا تناسب احتياجات جدها وجدتها، ووجدتها تطلب شراء المصحف المقروء، وعباءة مطرزة بالحروف العربية، وتصرّ على أن تتحمل هي كلفة الشراء من مالها الخاص، وشعرت بسعادة بالغة من هذا الشعور بالمسؤولية والحنو عليهما، خصوصاً عندما شرحت لي أنها تعلم صعوبة النزول عليهما للأسواق، وشراء ما يحتاجان إليه، لذلك قررت مساعدتهما وإسعادهما بشراء هذه الهدايا في العيد».

أما صالحة محمد، ربة بيت، وجدة لأربعة أطفال، فتقول: «قبل العيد بأيام، أحرص على إعداد منزلي لاستقبال أبنائي وأحفادي، ولابد أن يكون البيت جاهزاً بالزينة والحلويات والكعك والبسكويت، كما أشتري العديد من الهدايا واللعب التي تناسب ذوق كل طفل منهم، إلى جانب إعداد مائدة طعام شهية بها كل ما لذ وطاب من الأسماك والمأكولات البحرية التي نشتاق إليها طوال الشهر الكريم».

وتتابع: «فرحة تجمع أفراد الأسرة تبدأ من المساء، وتمتد حتى بعد صلاة العيد لا تقدر بثمن، كما يعدّ زوجي للأحفاد نقود العيدية وسحب أوراق عملة بنكنوت جديدة من البنك، ويغلفها مع ورق ملون وقطع شوكولاتة، ويكتب إهداءً على كل عيدية مغلفة باسم كل طفل، ويحسب قيمتها حسب عمر كل واحد منهم، وعندما نعدّ البالونات، ونعلق الزينة يأتي الصغار لمساعدتنا في تعليقها لنستقبل جميعاً الفرحة المتوارثة والمتجددة والتي لا يمكن الاستغناء عنها».

وتقول شهيرة حسان، موظفة بعجمان: «أجتمع مع جاراتي لبضعة أيام بنهاية رمضان؛ لإعداد كميات وافرة من الكعك، كما تعوّدنا في طفولتنا، ونجمع الأطفال حولنا على مائدة مخصصة لهم، ونكلفهم بمهامّ تزيين الكعك بأشكال متنوعة ومبهجة، منها على شكل أشعة الشمس، أو على شكل زخارف ونباتات جميلة، وهذه المشاركة تدخل السعادة على قلوب الصغار، وتحقق حالة من البهجة والتواصل مع الكبار، وتزيد الشعور بأهمية العيد وأهمية خطوات الاستعداد له، وبالطبع أهدي كمية كبيرة منه للمعارف والأصدقاء كنوع من الهدايا والمحبة».

وتضيف: «أحرص على شراء زي جديد لي لأداء صلاة العيد، وشراء ملابس العيد للأطفال، فرغم أننا نشتري لهم احتياجاتهم من الملابس والأحذية على مدار العام، إلا أنني أحرص على تكريس عادة ارتداء زي جديد أول أيام العيد؛ لتكتمل البهجة بالتنزّه وزيارة الأقارب، ونمرح باللعب في الملاهي، ومشاهدة أحدث الأفلام المطروحة في دور السينما».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2mdu5zxx

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"