عادي

وضحى الغريبي عوالم من الدهشة والسحر

22:56 مساء
قراءة 3 دقائق

الشارقة: علاء الدين محمود

في الممارسة الفعلية للفنانة والباحثة الإماراتية الدكتورة وضحى حمدان الغريبي نستكشف رسومات وتشكيلات وعوالم بصرية ساحرة مدهشة يسكنها الجمال والألق وزفة من الألوان الساطعة التي تجمل الحياة، وتفتح نافذة للأمل باقتراحها لعالم مختلف يملأ النفس البشرية بالمحبة والسلام.

تعود بداية حكاية وضحى مع الرسم والتلوين إلى مرحلة الطفولة، وهي تقول: «كنت منذ صغري أرسم وأسترسل في الرسم والتلوين، وأقضي معظم وقتي بين كراسة الرسم والألوان، فأنا أعشق الرسم منذ الصغر».

وتلك الممارسة المستمرة للرسم منحت وضحى الكثير من التقنيات والإجادة، في مرحلة لاحقة، فهي حققت مراكز متقدمة في مسابقات دولية خاصة بالفنون، ما ساعدها على معرفة أسرار الرسم وعوالمه الخفية، الذي شجعها كثيراً على أن تختار الدراسة الجامعية التي تتفق مع حبها وشغفها، لذلك درست الفن ونالت فيه درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، مما يؤكد الحب العظيم الذي جمع بين وضحى وفن الرسم، لتصبح مختصة بل وباحثة في هذا المجال الإبداعي.

من أعمال وضحى الغريبي

يوميات الحياة

تشبّع وجدان وضحى الفني والجمالي بالمناظر والمشاهد الحياتية اليومية في الواقع ومفردات البيئة الإماراتية وعناصر التراث، فهي ترى أن التراث الإماراتي له تأثيره العميق على الفنان، فهو ينعكس في التقاليد الموروثة الخاصة بنمط الحياة الاجتماعية مثل الفنون الشعبية والحرف اليدوية وأسلوب الحياة، والمرافق المتعددة التي تجسد تاريخ المنطقة مثل القلاع والحصون والمساجد ومرافئ الصيد والأسواق، وغيرها.

تجارب جديدة

وضحى لم تحصر تجربتها الفنية على التراث والبيئة والواقع، بل تعرفت على العديد من التجارب الجديد، فكان أن تغيرت نظرتها للفن كثيراً، بعد أن شاهدت لوحات الفنانين العرب الكبار، وتجارب بعض الفنانين الانطباعيين والتكعيبيين والتجريديين الرواد، وهي تقول عن تلك المحطة المهمة في حياتها: «بدأت أجرب محاولات محدودة في الفن الحديث بإشراف أساتذة الفن. كما بدأت أيضاً أتأمل لوحات رسامي الجيل الأول من مصر والعراق والشام والمغرب العربي، لقد أثر الفن في شخصيتي كثيرا؛ حيث تعلمت استلهام الأفكار والقيم الأخلاقية، وتعزيز التفكير الإيجابي، ومن ناحية أخرى تعزيز مهاراتي الفنية والمعرفية»، وتؤكد وضحى أن الساحة الفنية العالمية والمحلية زاخرة بفنانين لهم بصمة واضحة في الفن، وأن لكل فنان بصمته التي تميزه عن غيره، إلا أنها قد تأثرت بالاتجاهات الفنية الحديثة، وبدأت تجرب محاولات محدودة في الفن الحديث بإشراف أساتذة الفن.

مشاركات

في حياة وضحى الكثير من المحطات الفنية المهمة، لعل أبرزها مشاركاتها في مناسبات مختلفة داخل الدولة وخارجها، فهناك معرض الليوان الثاني للفنون البصرية المقام في المدينة المنورة، عام 2019، إضافة معارض في البحرين والكويت، وسلطنة عمان، حيث أتاحت لها تلك المناسبات التعرف على الآخرين، وكذلك أن يعرف الآخرون إبداعها، كما أنها مثلت ملتقيات للنقاش في الفنون واتجاهاته القديمة والمعاصرة.

تنوع جمالي

لعل المتابع للتجربة الفنية والجمالية لوضحى يلاحظ ذلك الأثر الكبير لتنوع الثقافات والجنسيات داخل الدولة، الأمر الذي توجهت إليه فنياً وأثرى تجربتها كثيراً، فهي ترى أن الإمارات بلد نموذجي في التعايش الثقافي والمعرفي المتوازن على أرضها، في مناخ من الانفتاح على الثقافات الإنسانية، ببعديها المعاصر والتراثي، فقد تغيرت مفاهيم الفن الإماراتي المعاصر نتيجة الاحتكاك بحركة الفن العالمي، حيث إن البيئة الإماراتية توفر ظروفاً جيدة لصناعة تعايش وتبادل ثقافي فني مثمر.

وتقول: «لاحظت تأثير التراث والبيئة الإماراتية في معظم أعمال الفنانين الإماراتيين المعاصرين وما تحمله أعمالهم من مصادر مؤثرة وكثير من التجارب الفنية، حيث استخدم الفنان الإماراتي رموزاً اجتماعية تتسم بالعالمية، إذ تحتوي أعمال المبدعين الإماراتيين المعاصرين على فلسفة جمالية مرتبطة بطبيعة الحياة التقليدية في دولة الإمارات، كما أن أعمالي الفنية ترتبط دائما بالتراث الإماراتي وما يحتويه من عناصر تراثية ومتأثرة بالاتجاهات الفنية الحديثة.

أبحاثولعل مسألة التنوع والتعدد الثقافي في الدولة، لم يتسرب إلى لوحات وتكوينات الفنانة فقط، بل هي تناولت هذا بصورة بحثية، ويتضح ذلك من خلال صدور كتاب لها عن دائرة الثقافة في الشارقة بعنوان:«التنوع الثقافي في مشهد الفن الإماراتي المعاصر»، الكتاب يرصد التجارب الفنية في الدولة من خلال هذا التنوع وأثره، فالفنانة ترى أن الإمارات تعد نموذجاً التعايش الثقافي والمعرفي المتوازن بين المواطنين والمقيمين على أرضها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4nc6zput

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"