علم النفس والموهبة

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

د.باسمة يونس
لطالما جادل الكثيرون بأن علم النفس والتعليم لم يتفقا بعد على تعريف موحد لمعنى الموهبة ومصطلح «الموهوبين» فقد وصف «بورلاند» الموهبة على أنها وهم وبناء اجتماعي مشكوك في صحته، وأكد فيلدهوسن أن المواهب الموروثة تتكشف في التفاعل مع التجارب المحفزة، ونشر جاردنر فكرة الذكاءات المتعددة لتحديد فئات واسعة من الموهوبين.

ولا شك بأن عدم وجود توافق في الآراء حول كيفية تصور وتعريف الموهوبين والمتفوقين يؤدي إلى جعلها قضية بارزة وشائكة عند تقييم المواهب ومجالاتهم، فقد صنف تقرير مارلاند الأمريكي في السبعينات ما لا يقل عن 3% إلى 5% من الطلاب على أنهم موهوبون بناءً على درجات معدل الذكاء، وضمت وزارات التعليم في بعض الدول المنجزين أصحاب الكفاءات الأكاديمية والتفكير الإبداعي والقدرة على القيادة والفنون البصرية والأدائية ضمن مجالات الموهوبين.

ومع هذا مازال عدد كبير من الطلاب الموهوبين أو الذين يعانون مشاكل في التعلم يشخصون بشكل خاطئ، لأن مواهبهم غير ظاهرة أو لأنهم لا يتقنون اللغة الإنجليزية التي تستخدم لتقييم المواهب في مقاييس الموهبة العالمية، ما دفع باحثون للتذكير بأن تحديد الموهوبين وتعريفهم واحد من المجالات التي يمكن للأخصائيين في علم النفس في المدارس أن يضطلعوا فيها بدور قيادي أكبر، لأنهم يمتلكون المفاتيح الرئيسية لاستكشاف الموهوبين بحكم تخصصهم وقربهم من المعلمين والطلاب وما عليهم معرفته في هذا المجال على أن يتم اختيارهم من أصحاب المؤهلات الفريدة، القادرين فعلاً على تحديد هوية الطلاب الموهوبين والدفاع عنهم عند الحاجة.

وتحتاج المدارس إلى هؤلاء المتخصصين في علم النفس ليس فقط لتقديم استشارات علاجية، بل لتقديم مجموعة واسعة مثل خدمات فحص المواهب وتقييمهم والتدخل في تعليمهم وتقديم الخدمات التي تدعمهم في الدراسة والتحدث نيابة عن الطلاب الموهوبين حول همومهم واحتياجاتهم، وهو ما يتطلب إعادة النظر في دور الأخصائي الاجتماعي في المدرسة، وفي برامج الدراسات العليا المتخصصة في علم النفس المدرسي وقصورها لأنه لا يتم ذكر الخدمات النفسية للموهوبين ضمن معاييرها، إضافة إلى أن معظم الجمعيات المعروفة والمتخصصة في علم النفس لا تذكر بشكل محدد الموهوبين في معايير اعتماد برامجها على الرغم من أنها تذكر على نطاق واسع أهمية قيام طلاب الدراسات العليا بإظهار كفاءاتهم في مجالات الفروق الفردية، والتدخل الفعال، وتقييم فاعلية التدخلات.

وأشار الباحثون إلى أنه يجب الالتفات إلى أن الغالبية العظمى من المتخصصين في علم النفس في المدارس لم يحصلوا أثناء قيامهم بدراساتهم العليا على تدريبات كافية معززة ببرامج دراسية شاملة، تمكنهم من معرفة كيفية استكشاف الموهوبين وتقييمهم، فأسهموا في تسرب الكثير من هؤلاء الطلاب لجهلهم بمواهبهم وخصوصاً أولئك الذين يعانون أحياناً إعاقات تخفي مواهبهم، أو الذين لا يتقنون اللغة التي يتم استخدامها لقياس الموهبة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2bjf3zem

عن الكاتب

​كاتبة ومستشارة في تنمية المعرفة. حاصلة على الدكتوراه في القيادة في مجال إدارة وتنمية المواهب وعضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ورابطة أديبات الإمارات. أصدرت عدة مجموعات في مجالات القصة القصيرة والرواية والمسرح والبرامج الثقافية والأفلام القصيرة وحصلت على عدة جوائز ثقافية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"