عادي

إسرائيل تطالب بعقوبات بعد الهجوم عليها.. وإيران: «كان دفاعاً عن النفس»

12:38 مساء
قراءة 5 دقائق
إسرائيل تطالب بعقوبات بعد الهجوم عليها.. وإيران: «كان دفاعاً عن النفس»
إسرائيل تطالب بعقوبات بعد الهجوم عليها.. وإيران: «كان دفاعاً عن النفس»
«الخليج» - وكالات
قالت إيران الأحد، في الأمم المتحدة: إنّه «لم يكن لديها خيار سوى ممارسة حقّها في الدفاع عن النفس» من خلال إطلاقها مئات المسيّرات والصواريخ على إسرائيل التي دعت من جهتها مجلس الأمن الدولي إلى فرض «كلّ العقوبات الممكنة» على طهران.
توازياً، دعا قادة العالم الأحد، إلى ضبط النفس بعد شنّ طهران هجومها غير المسبوق على إسرائيل ردّاً على قصف قنصليّتها في دمشق، في ظلّ إدانات غربيّة واكبتها دعوات لضبط النفس خشية امتداد العنف إلى مختلف أنحاء الشرق الأوسط.
وقال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن عقدت بطلب بلاده: إنّ «القناع سقط، إيران كشفت وجهها الحقيقي بوصفها مزعزعة لاستقرار المنطقة والعالم»، وأضاف «القناع سقط»، داعياً مجلس الأمن إلى «التحرك».
في المقابل، قال سفير طهران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إرافاني: «لقد فشل مجلس الأمن في تأدية واجبه بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين» من خلال عدم إدانته الضربة التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق، مشيراً إلى أنّه «في ظل هذه الظروف، لم يكن أمام إيران خيار آخر سوى ممارسة حقها في الدفاع عن النفس»، وأكّد أنّ طهران لا تريد التصعيد لكنّها سترد على «أي تهديد أو عدوان».
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأحد: «لا المنطقة ولا العالم يستطيعان تحمل نشوب حرب أخرى»، حاضاً خلال اجتماع مجلس الأمن على ممارسة «أقصى درجات ضبط النفس».
وحذّرت الولايات المتحدة، أكبر حلفاء إسرائيل، من مغبّة أيّ تصعيد بعد الهجوم الذي أُحبِط بدرجة كبيرة ومع إعلان الجيش الإسرائيلي اعتراض 99 في المئة من الصواريخ والمسيرات التي أطلِقت.
وأكّد الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي «لا نريد أن نرى تصعيداً في الوضع، لا نسعى إلى حرب أكثر اتساعاً مع إيران».
غير أنّ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قال: إنّ «الحملة لم تنتهِ بعد، يجب أن نبقى في حال تأهب».
وبينما أكّد رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية، أنّ الهجوم الذي شنّته طهران «حقق كل أهدافه»، حذّر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي من أنّ أي رد إسرائيلي «متهور» سيستدعي «رداً أقوى وأكثر حزماً».
وأكّد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري «إحباط» هذا الهجوم المباشر الأول الذي شنّته إيران على إسرائيل.
ودانت مجموعة السبع في اجتماع الأحد، «بالإجماع» الهجوم الإيراني، ودعت «جميع الأطراف» إلى «ضبط النفس» مؤكّدةً «دعمها الكامل» لإسرائيل.
وتزامناً مع الهجوم الإيراني، أطلق حزب الله اللبناني صواريخ كاتيوشا في اتّجاه هضبة الجولان، وأطلق الحوثيّون في اليمن مسيرات في اتّجاه إسرائيل.
واستهدف قصف جوي إسرائيلي الأحد، موقعاً تابعاً لحزب الله اللبناني في شرق لبنان قرب الحدود مع سوريا، وفق ما أكّد مصدر في الحزب والجيش الإسرائيلي.
وأعادت إسرائيل فتح مجالها الجوي بعد إغلاقه تزامناً مع الهجوم، وكذلك فعل الأردن ولبنان والعراق.
وأتى الهجوم الذي أكّدت واشنطن حليفة إسرائيل مشاركتها في التصدي له، في خضم الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، والتي تثير منذ أشهر مخاوف من تصعيد إقليمي واسع النطاق.

دعم أمريكي «ثابت»

وجدّد الرئيس الأمريكي جو بايدن، حليف إسرائيل الرئيسي، دعم بلاده «الثابت» لإسرائيل.
وأعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أنّه دعا إلى اجتماع طارئ لوزراء الخارجية الأوروبيين الثلاثاء، إثر الهجوم مؤكّداً «هدفنا المساهمة في احتواء التصعيد و(ضمان) أمن المنطقة».
وأفاد هغاري بأنّ إيران «أطلقت ليلة السبت أكثر من 300 طائرة مسيّرة وصواريخ كروز» باتجاه إسرائيل.
وأوضح أنّ 170 مسيَّرة و30 صاروخ كروز أطلقت من دون أن تخترق المجال الجوي الإسرائيلي، وأن 110 صواريخ بالستية أطلقت كذلك وبلغ عدد قليل منها إسرائيل.
وقال: إنّ أشخاصاً عدة أُصيبوا إصابات طفيفة فيما أدخلت فتاة بدوية في السابعة، في جنوب إسرائيل، إلى العناية المركزة.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانيّة الرسميّة (إرنا) أنّ أكبر قاعدة جوّية في النقب في جنوب إسرائيل، تعرّضت «لأضرار جسيمة» بعدما أصابتها صواريخ إيرانيّة
وأقر الجيش الإسرائيلي بإصابة القاعدة، مؤكّداً أنّ الأضرار «طفيفة» ولم تؤدِّ إلى إخراجها من الخدمة.
أتى الهجوم الإيراني رداً على قصف نُسب إلى إسرائيل في الأول من نيسان / أبريل، ودمّر مبنى قنصلية طهران في العاصمة السورية، في ما عدّته إيران بمنزلة اعتداء على أراضيها.
وقبيل الساعة الثانية من فجر الأحد، بالتوقيت المحلّي (23,00 ت غ ليل السبت)، سُمع دويّ في القدس التي امتلأت سماؤها بأضواء مختلطة الألوان، في مشهد صوّرته وكالة فرانس برس، وتداول سكّان لقطات له على منصات التواصل.
وسرعان ما انتشرت على هذه المنصات مقاطع مصورة لافتة لمقذوفات تعبر بجانب مسجد قبّة الصخرة في الحرم القدسي.
وبعد ساعة تقريباً على بدء الهجوم، ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية أنّ «دفعة أولى من الصواريخ البالستية» أطلقت «في عمق» إسرائيل.
ونقل التلفزيون الرسمي عن الحرس الثوري أنّ «القوة الجيوفضائية للحرس الثوري أطلقت عشرات الصواريخ والمسيّرات على أهداف محددة».
وأسقطت لندن من جهتها «عدداً» من المسيّرات التي أطلقتها طهران خلال هجومها على إسرائيل ليل السبت الأحد، وفق ما أكّد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، داعياً إلى «الهدوء» و«نزع فتيل» التأزم في المنطقة.

دعوات إلى ضبط النفس

وطلبت طهران من واشنطن عدم التدخّل في هذا التصعيد، وأكّدت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة «هذا نزاع بين إيران والنظام الإسرائيلي، ويجب على الولايات المتحدة البقاء في منأى منه».
وأكّدت دمشق بلسان وزير خارجيتها فيصل المقداد أنّ «ما قامت به الجمهورية الإيرانية هو الرد المناسب، وحق مشروع لها»، مستنكراً «المواقف الغربية المتخاذلة وسكوتها عما يقوم به الكيان الصهيوني من مجازر وأفعال ضد الإنسانية».
وحذّر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الأحد، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي من أنّ أي تصعيد إسرائيلي «سيؤدي إلى توسيع دائرة الصراع في المنطقة»، مشدداً على أنّ بلاده «لن تكون ساحة لحرب إقليمية».
كما حذّرت مصر من «خطر التوسع الإقليمي للنزاع»، فيما دعت وزارة الخارجيّة السعوديّة جميع «الأطراف إلى التحلّي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب».
وقالت واشنطن الأحد: إنّها لن تشارك في أيّ رد إسرائيلي محتمل على إيران بعد الهجوم الجوي لطهران.

لا هدنة في غزة

ويأتي هجوم طهران في سياق وتيرة متصاعدة من التوتر بين إيران وإسرائيل، منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول / أكتوبر.
وخلّفت الحرب آلاف القتلى والجرحى ودماراً واسعاً وأزمة إنسانية حادة في القطاع أوصلت سكّانه البالغ عددهم 2,4 مليون شخص إلى حافّة الجوع، حسب تقديرات الأمم المتحدة.
وتستمر الحرب من دون أفق للتهدئة.
فقد أعلن جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) الذي يتولى المفاوضات مع حماس بهذا الشأن، الأحد، أنّ الحركة رفضت مقترح الوسطاء لهدنة تشمل الإفراج عن الرهائن في القطاع وإطلاق معتقلين فلسطينيين.
وقال الموساد: إنّ «رفض المقترح، يُظهر أنّ السنوار لا يريد اتفاقاً إنسانياً ولا عودة الرهائن، ويواصل استغلال التوتر مع إيران» ويسعى إلى «تصعيد شامل في المنطقة».
وكانت حماس قد أكّدت ليل السبت، أنّها ردّت على المقترح، وأعادت تأكيد مطالبها القائمة على «وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب الجيش (الإسرائيلي) من كامل قطاع غزة وعودة النازحين إلى مناطقهم وأماكن سكناهم وتكثيف دخول الإغاثة والمساعدات والبدء بالإعمار».
وينص مقترح الوسطاء على إطلاق سراح 42 رهينة إسرائيلية في مقابل 800 إلى 900 فلسطيني تعتقلهم إسرائيل، ودخول 400 إلى 500 شاحنة من المساعدات الغذائية يومياً وعودة النازحين من شمال غزة إلى بلداتهم، بحسب مصدر من حماس.
وأعلنت إسرائيل الأحد أنّ حماس تحتجز رهائن في رفح جنوب قطاع غزة، وقالت المتحدث باسم الجيش دانيال هغاري: «حماس لا تزال تحتجز رهائننا في غزة، لدينا أيضاً رهائن في رفح وسنبذل كل ما بوسعنا لإعادتهم».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mvsjyvn3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"