الترجمة.. بيت العالم

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

.. يبدأ مؤتمر الترجمة الدولي الرابع أعماله اليوم في أبوظبي تحت عنوان يلخّص بتكثيف دقيق مضامين الأوراق والأفكار المطروحة للنقاش في هذه النسخة من المؤتمر، فقد جاء العنوان ليؤشر على الآفاق الجديدة لظاهرة الترجمة في العالم ودورها في بناء مجتمعات المعرفة، وفي موازاة هذه الحيثيات المهمّة التي يطرحها المؤتمر تحضر أفكار ثقافية عربية وعالمية هي دائماً على درجة كبيرة من الأهمية حتى ولو كانت مكررة في آفاق مؤتمرات حيوية من هذا النوع من مثل:.. حوار الحضارات والثقافات، وجسور التعاون الثقافي والفكري بين الدول والشعوب ومؤسسات التعليم والتنمية في الثقافة والمعرفة والإبداع والصناعات الإبداعية، وهي كلها تلتقي كأفكار ومداولات فكرية وفلسفية في إطار واحد هو: «الترجمة».

لم تعد الترجمة مفهوماً ضيّقاً يتحدد في نقل الآداب والفنون والإبداع من لغة إلى لغة فقط، ولم تعد الترجمة فناً أدبياً ومنظومة لغات تتحرك في أفق ترجماني لغوي فقط، بل، هي اليوم مجموعة قنوات اتصال مباشر مع «الآخر».. هذا المفهوم أو المصطلح الذي لم ينته البحث فيه وقراءته على أكثر من وجه فكري منذ سنوات طويلة سواء في الشرق أو في الغرب.

الترجمة، اليوم ذات صلة حيوية بالاقتصاد، والسياسة، والتنمية، والعلاقات بين الدول والكيانات الأكاديمية والبحثية، وللترجمة اليوم مؤشرات قياس هي ترجمة فورية للإنجازات المدنية والحضارية التي تحققها الدول والشعوب.

مراكز بحوث عالمية كبرى، ومؤسسات صناعة الدراسات الميدانية ومؤشراتها الاجتماعية والثقافية تعتمد على مترجمين مثقفين ذوي مرجعيات وخلفيات فكرية وفلسفية، وتؤخذ أفكارهم ووجهات نظرهم بوصفها أولويات ثقافية عند اتخاذ بعض القرارات الأساسية في الكثير من الحقول والاختصاصات.

الترجمة، أيضاً، تحضر بوصفها قاسماً فكرياً وثقافياً في العالم.. تحضر في صياغة وإعادة صياغة المصطلحات الدولية، واللغوية، والمعجمية، وتعمل على ما يشبه الورشة الدولية المفتوحة بين اللغات الحية في العالم.

في الإمارات تتوجه المؤسسات الثقافية، والبحثية، والأكاديمية إلى أساس معرفي مهم ورئيسي وهو (اللغة العربية) وهويتها وشخصيتها الثقافية والتاريخية، وحضورها المعرفي بين لغات العالم، وذلك في الإطار القائم الآن في الثقافة الإماراتية وهو الترجمة من لغات العالم إلى العربية، ومقابل هذا الدور الحضاري.. الترجمة من العربية إلى لغات العالم، وهما خطان متوازيان يلتقيان تماماً مع فكرة شعار المؤتمر:.. الآفاق العالمية الجديدة للترجمة، واعتبارها ظاهرة لغوية وثقافية تبني مجتمعات المعرفة..

ترحب الإمارات ثقافياً وحضارياً بلغات العالم وحضاراته وثقافاته، وترفض الإمارات أي تمييز بين اللغات، وتثق مؤسسات الدولة الثقافية بقيمة الحوار والتقارب والتعايش بين اللغات بوصفها أولاً وأخيراً لسان شعوب العالم الذي يستحق الحياة وثقافة الحياة والتعايش والحوار.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2vkptn5s

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"