سلامة الفرد أولوية

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

كما كان متوقعاً، حلت علينا الحالة الجوية بأمطار قل ما نشهد مثلها طوال العام، وبرق ورعد وبرد على معظم مناطق الدولة، في فصل يأبى أن يودعنا دون أن يسقي أرضنا بخيره، لترسم الجبال التي جرت أوديتها والشعب والصحارى صورة جميلة، يكتمل سحرها بالالتزام بالتعليمات الصادرة عن الجهات المختصة والابتعاد عن الأودية وأماكن تجمع المياه، درءاً لما يمكن أن يعكر صفو المجتمع الذي يرى في الأمطار وإن زادت كمية سقوطها خيراً.

قيادتنا الرشيدة حرصت على تأمين الجميع خلال فترة الاضطرابات الجوية، فأعلنت أن العمل والدراسة سيكونان عن بعد، متكئة على بنية تكنولوجية ورقمية أثبتت كفاءة عالية خلال جائحة كورونا، ليصار بعدها إلى اللجوء لهذا الخيار متى ما اقتضت الحاجة، دون أن يشعر المتعاملون أو الطلبة بأي تأثير، خصوصاً أن سلامة الفرد تأتي في المقام الأول، وأن «التعليم عن بُعد» أثبت أنه محرك رئيسي لتحقيق الاستدامة في العملية التعليمية، والاستمرارية في تطبيق الخطط الدراسية في مدارس الدولة كافة، في مواجهة أي تداعيات طارئة تتطلب التحول لهذا النهج التعليمي المبتكر.

مما لا شك فيه أن للأمطار نكهة خاصة، وفرحة تحملها حين سقوطها، إلا أنها قد تفجعنا أحياناً بحصد أرواح، اتخذ البعض من مطاردتها في الأودية الجارية هواية، حيث ما إن يسمع أحدهم صوت الأمطار حتى يهرع إلى مركبته قاطعاً بها الأودية بحثاً عن أجمل مشهد يوثقه بكاميرته، ضارباً بعرض الحائط التعليمات والتوجيهات التي تؤكد على ضرورة الابتعاد عن الأودية وأماكن تجمع المياه، حتى لا تنقلب الفرحة إلى حزن.

التعليمات واضحة ودائماً ما يتم التأكيد عليها، حيث من الضروري الالتزام بالقيادة الآمنة وتدابير السلامة وعدم الانشغال بغير الطريق والالتزام بالسرعات المحددة أثناء تفعيل منظومة خفض السرعات على الطرق، وترك مسافة أمان كافية، وعدم الضغط على الفرامل بشكل مفاجئ، والتباطؤ بشكل كبير عند الانعطاف لمنع انزلاق السيارة، والابتعاد عن الأودية وأماكن تجمع المياه.

نعم من حق الإنسان أن يمارس من الهوايات ما يتناسب وميوله، إلا أن حقه هذا يتوقف حين يلامس حدود الخطر، وتكون عاقبته وخيمة، والأمطار التي ننتظر أن تفيض علينا السماء بها كل شتاء، يجب ألا تتحول إلى نقمة، والسبيل إلى ذلك اتخاذ الحيطة والحذر أثناء هطولها، والالتزام بالنداءات والتحذيرات التي تطلقها وزارة الداخلية، بشكل عام، والجهات الأمنية في كل إمارة، خصوصاً، بشأن الابتعاد عن أماكن جريان الأودية والمناطق الجبلية الخطرة والوعرة، وعدم رمي أنفسنا في التهلكة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5cv5wchm

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"