قال توبياس أدريان، مدير إدارة أسواق النقد ورأس المال، في صندوق النقد الدولي: إن التقييمات المرتفعة للشركات يمكن أن تشكل خطراً كبيراً على الاستقرار المالي، حيث أصبح تفاؤل السوق غير مرتبط بالأساسيات.
يأتي الحديث هذا الأسبوع، في الوقت الذي حققت فيه الأسواق المالية نجاحات لافتة من حيث القيمة خلال معظم فترات هذا العام، مدعومة بانخفاض التضخم وآمال التخفيضات المقبلة لأسعار الفائدة.
وقال أدريان، الثلاثاء: «أشعر بالقلق من النمو المفرط لتقييم الكثير من الشركات وتفاؤلها المبالغ فيه، لدرجة أن بعض القطاعات قد تصبح عرضة لصدمة اقتصادية».
وأضاف، «قادت التكنولوجيا النمو العام الماضي، ولكن في هذه المرحلة، شهدنا بالفعل ارتفاعاً في التقييمات في جميع المجالات، وهذا يطرح سؤالاً مهماً، إذا حدثت صدمة ما، فإلى أي مدى سنرى إعادة التقييم السلبية؟».
وشدد أدريان، الذي كان يتحدث على هامش اجتماع الربيع لصندوق النقد الدولي في واشنطن، على أسواق الائتمان، لكونها مجالاً يستدعي القلق بشكل خاص، حيث فروق الأسعار ضيقة للغاية على الرغم من تدهور أساسيات المقترض، على الأقل في بعض القطاعات.
المخاطر العقارية
وتمتد المخاوف المالية لصندوق النقد الدولي أيضاً إلى سوق العقارات، وخاصة التجارية منها، وذلك لأن المقرضين، من الفئة المتوسطة والصغيرة على وجه التحديد، قد يكونون عرضة للصدمات العقارية التجارية، حيث عانى القطاع من ضغوط التحول إلى العمل عن بُعد والتسوق عبر الإنترنت.
وحذر أدريان، من انكشاف بعض البنوك، المتوسطة والصغيرة الحجم، للعقارات التجارية، ومن التمويل الهش الذي يمكن في بعض السيناريوهات أن يشعل ناراً من عدم الاستقرار.
ورفع صندوق النقد الدولي هذا الأسبوع توقعاته قليلاً لنمو الاقتصاد العالمي إلى 3.2% في 2024، بحجة أن الاقتصاد أثبت مرونته بشكل مدهش. لكنه أشار إلى أن مخاطر الجانب السلبي لا تزال قائمة، بما في ذلك ما يتعلق بالتضخم والمسار غير المؤكد والمتزايد بالنسبة لأسعار الفائدة.
