كثفت إسرائيل، أمس الخميس، غاراتها الجوية على قطاع غزة، وتوغلت القوات الإسرائيلية شرقي دير البلح، بعدما انسحبت من منطقة النصيرات، في أعقاب أسبوع دامٍ، ارتكبت خلاله مجازر إضافية راح ضحيتها مئات القتلى، والجرحى، في وقت اعتبر فيه قادة في الجيش الإسرائيلي، أن ما حدث في وسط القطاع يمهد للعملية المرتقبة في رفح، والتي كانت مدار بحث بين الجانبين، الأمريكي والإسرائيلي، فيما أعلنت «اليونيسيف» أن نحو 14 ألف طفل قتلوا في غزة منذ بدء الحرب، بينما أكد برنامج الأغذية العالمي أن 392 شاحنة فقط، محمّلة بالغذاء دخلت القطاع، الشهر الجاري.
وارتكب الجيش الإسرائيلي جريمة ضد الإنسانية وضد القانون الدولي في مناطق المغراقة، والزهراء، والمخيم الجديد شمال النصيرات، راح ضحيتها المئات من القتلى والجرحى، إضافة إلى الدمار الواسع في الممتلكات. وذكرت مصادر فلسطينية أن 75 قتيلاً و348 جريحاً، وصلوا إلى المستشفيات، خلال أسبوع، كما جرى الإعلان عن فقدان 100 آخرين في المناطق المذكورة. وأعلن قائد كتيبة إسرائيلية، أمس الخميس، لجنود كتيبته أنهم سيتوجهون إلى رفح بعد إنهاء توغلهم البري في أطراف مخيم النصيرات، وسط القطاع.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة في غزة، ارتفاع عدد الضحايا إلى 33970 قتيلاً، و76770 مصاباً منذ بدء الحرب، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي ارتكب 7 مجازر خلال الساعات الماضية راح ضحيتها 71 قتيلاً، و106 إصابات.
وأعلنت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف»، كاثرين راسل، أن أكثر من 13800 طفل في قطاع غزة قتلوا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول. وأضافت راسل، خلال مؤتمر صحفي في نيويورك، أمس الخميس، حسب بيان لمنظمتها: «لقد أصيب الآلاف، وهناك آلاف على شفا المجاعة». وفي سياق متصل، قالت هيئة الأمم المتحدة للمرأة المعنية بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، إن «طفلاً واحداً يصاب أو يموت كل 10 دقائق»، في غزة.
من جهة أخرى، أعلن برنامج الأغذية العالمي، أمس الخميس، دخول 392 شاحنة فقط، محملة بالغذاء إلى قطاع غزة منذ بداية شهر أبريل/ نيسان الجاري. وقال البرنامج الأممي في منشور على منصة «إكس»: «دخلت غزة حتى الآن خلال إبريل 392 شاحنة محمّلة بالأغذية». وأوضح أن هذا العدد هو «نفس المعدل تقريبا في مارس/ آذار، ولكنه نصف العدد مقارنة بشهر يناير/ كانون الثاني». وأضاف أنه «خلال هذا الأسبوع عبرت 3 قوافل محملة بغذاء ودقيق يكفي لنحو 80 ألف شخص، إلى شمال غزة من معبر إيريز (بيت حانون) للمرة الأولى». وأكد البرنامج أن «الطريقة الوحيدة لوقف المجاعة هي الوصول المنتظم والمستدام (للمساعدات)، ووقف إطلاق النار الإنساني».
إلى ذلك، عقد مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون، اجتماعاً افتراضياً عبر الفيديو لبحث الاجتياح المحتمل لمنطقة رفح، جنوبي قطاع غزة. وأكدت مصادر أمريكية مطّلعة أن إدارة بايدن لم تمنح حكومة نتنياهو ضوء أخضر لاجتياح رفح مقابل الامتناع عن الرد على الهجوم الإيراني. ونقل موقع «واللا» عن مسؤولَين أمريكيَين قولهما إن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لا تزال «تخشى» أن يلحق اجتياح الاحتلال المقرر للمنطقة التي رفح «أضراراً جسيمة بالمدنيين الفلسطينيين».(وكالات)
