عادي

رحيل صلاح السعدني.. محطات في حياة عمدة الدراما المصرية

16:46 مساء
قراءة 3 دقائق
رحيل صلاح السعدني.. محطات في حياة عمدة الدراما المصرية
القاهرة - «الخليج»
غيّب الموت الفنان المصري القدير صلاح السعدني، الملقب بـ«عمدة الدراما المصرية»، عن عمر ناهز 81 عاماً، تاركاً خلفه مسيرة ممتدة من الأعمال الفنية التي نجحت في اختراق قلوب الجماهير على مدار نحو نصف قرن وحتى الآن، رغم غيابه عن الشاشات منذ 11 عاماً تقريباً.
البدايات والنشأة
ولد صلاح عثمان إبراهيم السعدني في 23 أكتوبر 1943 في «حارة سمكة» بالجيزة، وتعود أصوله لأرياف محافظة المنوفية، وتوفي والده ليعكف شقيقه الكاتب الصحفي والساخر الكبير محمود السعدني، على تربيته وتأسيسه ثقافياً، إذ كان يصطحبه معه عندما يلتقي الأدباء والشعراء.
تلقى «صلاح» تعليمه بمدرسة «السعيدية» الثانوية، ثم التحق بكلية الزراعة في جامعة القاهرة، وحصل منها على شهادة البكالوريوس، وهناك التقى بصديق عمره الفنان عادل إمام، وجمعتهما خشبة مسرح الكلية بعد أن جمعتهما الدراسة والحلم المشترك بالفن.
وكانت البداية مع مسرحية «ثورة الموتى» ثم انتقل إلى مسرح التلفزيون بعد دعوة خريجي المعاهد والكليات، فتقدم إليه ليبدأ مشواره الفني دون مساعدة شقيقه محمود السعدني الذي تركه يشق طريقه بموهبته.
وفي مطلع الستينيات بدأ مشاركاته بـ«الضحية» وهو الجزء الأول من ثلاثية الأديب عبد المنعم الصاوي، وتبعها «الرحيل» و«الساقية» والتي أخرجها نور الدمرداش، وخطف «صلاح» الأنظار بأدائه وتعبيرات وجهه في دور الشاب الريفي الأبكم «أبو المكارم»، وشارك بأدوار صغيرة في مسرحيات «لوكاندة الفردوس» و«معروف الإسكافي»، بعده منحه «الدمرداش» دور أكبر في مسلسل «لا تطفئ الشمس».
محطات عمدة الدراما
على شاشة التلفزيون، كانت بصمات صلاح السعدني واضحة، حيث قدم نحو 31 مسلسلاً، يأتي على رأسها: «ليالي الحلمية، أرابيسك، للثروة حسابات أخرى، الناس في كفر عسكر، الباطنية، القاصرات».
وكانت شخصية «العمدة سليمان» أكثر الشخصيات شهرة في مسيرته الفنية، وهي الشخصية التي قدمها في 5 أجزاء من مسلسل «ليالي الحلمية»، والتي جعلته يُلقّب بـ«عمدة الدراما المصرية».
كما قدم صلاح السعدني 5 عروض مسرحية، هي «الناصر صلاح الدين، زهرة الصبار، الملك هو الملك، باللو باللو، ثورة الموتى».
وتألق على شاشة السينما بمجموعة كبيرة من الأفلام أهمها «أغنية على الممر، ليل وخونة، ملف في الآداب، قضية عم أحمد، درب الرهبة».
تأثير «الأخ» محمود السعدني
لم يكن الكاتب الساخر محمود السعدني، أو كما يطلق عليه «الولد الشقي»، رفيقاً عادياً في حياة أخيه الأصغر الفنان صلاح السعدني، الذي سلك طريق التمثيل من كلية الزراعة، أو محطة عابرة في حياته، لكنه كان تجربة ملهمة لأخيه الفنان تأثر بها في مراحل حياته المختلفة منذ طفولته وحتى رحيله.
علاقة الأخوين كانت علاقة استثنائية وفريدة، ويُحكى أن محمود السعدني، ذهب لأداء اختبارات معهد التمثيل مع شقيقه صلاح السعدني والفنان عادل إمام والفنان سعيد صالح، بعد أن سمع أن الفائز في اختبارات المعهد سيحصل على 7 جنيهات، ليجتاز محمود السعدني الوحيد الاختبارات بينما رسب صلاح السعدني وعادل إمام وسعيد صالح، إذ كان يملك الشقيق الأكبر كافة المؤهلات لكنه سلك طريق الكتابة والسياسة بتحقق.
يقول صلاح السعدني عن شقيقه الأكبر بـ15 عاماً: «لم يكن محمود مجرد فرد، وإنما كان قبيلة بأكملها، كان الوالد الحنون، أشرف على جميع تفاصيل حياتي، بدءاً من المدرسة وطعام وملبس وشراب، وصولاً لأدق تفاصيل الحياة».
ولم يكن صلاح السعدني يسير على خطى أخيه الأكبر في الحياة فقط، بل قيل: إن شخصية العمدة سليمان غانم التي جسدها في مسلسل «ليالي الحلمية» استمد ملامحها من أخيه «محمود».
صداقة نور الشريف
جمعت صداقة قوية بين الفنان صلاح السعدني والفنان الراحل نور الشريف، حتى إنه انطلقت شائعات حول وفاة السعدني عقب وفاة الشريف من شدة حزنه عليه.
وقد جمع لقاء سابق بين الفنانين المصريين الكبيرين من إنتاج تلفزيون الإمارات، وحملت الحلقة عنوان «لقاء الذكريات» لعب خلالها السعدني دور المحاور أمام الشريف، ليعترف الأخير أمامه بأنه عمل كومبارس خلفه (أي خلف صلاح) عندما كان طالباً في عامه الأول في المعهد العالي للفنون المسرحية، وذلك في عملين هما «ليلة الامتحان» و«لا تطفئ الشمس».
وأبدى السعدني في اللقاء ذاته إعجابه بتعريف «الصديق» الذي نقله الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، على لسان الدكتور محمود فوزي رئيس وزراء مصر الأسبق، وهو: «الصديق هو الذي تستطيع أن تجلس معه لساعات طويلة دون أن تتبادلا كلمة ودون أن ينقطع خط الحوار بينكما». كان يقصد بالمقولة صديقه نور الشريف، الذي يفهمه حتى وإن لم يتحدثا كثيراً، حيث تشاركا الأحلام والأفكار نفسها والإبداع.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yup7379h

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"