ما زالت حالة الطقس، وكمية المطر التي هطلت على الإمارات خلال الأسبوع الماضي تشكل الشغل الشاغل لقيادة الدولة، وكبار المسؤولين الذين يَصِلُون الليل بالنهار مع الفرق الميدانية لرصد الأضرار ومعالجة آثار الأمطار.
ففي الشارقة، وجَّه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الجهات المعنية في الإمارة بالبدء في حصر وتقييم الأضرار الناجمة عن تأثيرات الحالة الجوية، كما وجه كافة الجهات المختصة بتقديم كافة وسائل الدعم التي تضمن استقرار القاطنين على أرض الشارقة، وشكر جهود جميع فرق العمل الميدانية التي تعمل على تسريع عودة الحياة الطبيعية لكافة مدن ومناطق الإمارة.
وضمن توجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، تابع سمو الشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، الجهود الميدانية لفرق العمل القائمة على تصريف مياه الأمطار في منطقة المجاز، وآلية عمل المحطات الرئيسية وأعداد المضخات والمعدات المتوافرة.
وفي منطقة السيوح، تفقد سموّ الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، يومي الجمعة والسبت مدينة كلباء، والمساكن المتأثرة بالحالة الجوية في منطقة السيوح، والآلية التي طُبّقت لإيواء سكان المنطقة البالغ عددهم 334 فرداً، حيث وُفّرت لهم غرف فندقية، لحين الانتهاء من سحب المياه المتجمّعة حول مساكنهم.
وفي دبي، وبعد سلسلة المعالجات السريعة التي قامت بها الجهات المعنية، أعلن أمس عن اعتماد سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي حزمة من المبادرات والتدابير العاجلة لمعالجة تداعيات المنخفض الجوي، حيث وجّه مؤسسة محمد بن راشد للإسكان بصيانة جميع منازل المواطنين المتضررين في دبي وإعادة تأهيلها، وتوفير سكن بديل للمتضررين، وتقديم المواد الغذائية للسكان في المجمعات السكنية، وتسهيل إجراءات عودة السكان إلى منازلهم.
وفي خضم الجهود الكبيرة التي تبذلها فرق الإنقاذ والجهات الرسمية، كانت هناك بوادر مجتمعة لطالما كان لها الأثر الايجابي الكبير في شتى مجالات حياتنا، حيث شكلت فرق المتطوعين، حالة ليست استثنائية ولا غريبة على مجتمع الإمارات، حيث يعمل بعضهم مع مؤسسات وجمعيات خيرية في الدولة، والبعض الآخر يعملون من تلقاء أنفسهم، وقاموا بشراء المؤن على حسابهم الشخصي وتوزيعها في المناطق التي تعرضت للعزل، في حين أن البعض الآخر كان يتزود بمساعدات وفرتها له مؤسسات وجمعيات خيرية على امتداد الدولة.
وفي الحديث عن كمية الأمطار التي شهدتها دولتنا، فقد أعلن المركز الوطني للأرصاد، أن حجم الأمطار التي سقطت على دولة الإمارات خلال الحالة الجوية الأخيرة بلغت 6 مليارات متر مكعب، وهي فعلاً كما أكده المركز تعد حدثاً استثنائياً في التاريخ المناخي للدولة.