ليس هناك أمر أدعى للكتابة من المنخفض الجوي الذي مرت به الإمارات ودول المنطقة الأسبوع الماضي، وكان بحسب المركز الوطني للأرصاد الأكبر منذ بدء تسجيل البيانات المناخية عام 1949.
ألحق المنخفض وتجمعات المياه أضراراً كبيرة بالبيوت والمحال والمركبات، وعاش الكثير من المواطنين والمقيمين أياماً صعبة، لكنها بحمد الله بدأت تنقشع، حيث بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها، بعد جهود جبارة بذلت لسحب تجمعات الأمطار التي أغرقت عدداً كبيراً من الشوارع، والتي بلغت كمية هطولها 6 مليارات متر مكعب، بمعدل 100 ملم، بين 14 و17 إبريل، وهي كمية ليست بالهينة إذ تصلح لبناء سدود فيما لو جُمعت مرة واحدة.
توابع الأمطار كانت محط أنظار قيادتنا الرشيدة لحظة بلحظة، وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أن سلامة المواطنين والمقيمين وأمنهم تأتي على رأس أولويات حكومة الإمارات، ووجه سموه الجهات المعنية بسرعة العمل على دراسة حالة البنية التحتية في مختلف مناطق الدولة، وحصر الأضرار التي سببتها الأمطار.
وفي دبي، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن الأزمات تظهر معادن الدول والمجتمعات، والأزمة المناخية الطبيعية التي مررنا بها أظهرت حرصاً ووعياً وتماسكاً وحباً كبيراً لكل ركن من أركان الدولة من جميع المواطنين والمقيمين فيها.
وفي الشارقة كانت توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، واضحة للجهات المعنية بالبدء فوراً في حصر وتقييم الأضرار، ووجه سموه، سمو الشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي، وسموّ الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائبي حاكم الشارقة، بمتابعة الجهود الميدانية لفرق العمل للوقوف على عمليات تصريف المياه ومساعدة السكان.
لم تقف جهود المسؤولين في جميع إمارات الدولة عند حدود المتابعة، بل كانوا على رأس الفرق الميدانية التي تتابع عمليات تصريف المياه، وتوزيع المساعدات على المناطق المتضررة، وكانت هذه الفرق بالآلاف في جميع الميادين والطرقات.
الحالة الجوية، كانت كما هي عهد الإمارات مناسبة لتأكيد حجم التعاضد والتكاتف الذي يلف أبناء الدولة، وحجم أضرار الأمطار التي تمتد في بعض الدول لأسابيع وأشهر، ستشهد في بلادنا سابقة جديدة في التعامل معها من حيث المعالجة، لنكون الأسرع في التعافي منها كما كنا عقب نهاية جائحة كورونا.