عادي
تعزيز رؤية «الشارقة الثقافي» في كافة أقطار الوطن العربي

القاهرة تحتفي بالفائزين في النسخة الـ 27 من «جائزة الشارقة للإبداع»

19:34 مساء
قراءة 6 دقائق
عبد الله ومحمد القصير و د. هشام عزمي والفائزون بالجائزة
  • عبدالله العويس: الجائزة ترفد الساحة العربية بمزيد من العطاء الثقافي
  • محمد القصير: الجائزة تشكّل علامة ثقافية فارقة على المستوى العربي
  • عزمي: سعيدون باستضافة الجائزة للمرة الثانية في مصر
القاهرة - «الخليج»
احتضنت العاصمة المصرية القاهرة حفل تكريم الفائزين في الدورة السابعة والعشرين من جائزة الشارقة للإبداع العربي (الإصدار الأول)، التي تقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وتنظمها إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية.
واستقبل د. هشام عزمي رئيس المجلس الأعلى للثقافة في مكتبه، عبدالله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ومحمد إبراهيم القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، الأمين العام للجائزة.
وعبّر العويس في بداية اللقاء عن سعادته بهذا التعاون الثقافي بين دائرة الثقافة بالشارقة، ووزارة الثقافة في مصر، مؤكداً حرص صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، على استمرار هذه الأنشطة الثقافية المتنوعة لما لها من أثر لدى المثقف والأديب العربي، وأهمية رفد الساحة الثقافية العربية بمزيد من العطاء والغنى الثقافي، ناقلاً تحيات صاحب السمو حاكم الشارقة لجميع المشاركين في فعاليات جائزة الشارقة للإبداع العربي في دورتها الـ 27.
بدوره شكر د. هشام عزمي صاحبَ السمو حاكم الشارقة، وأشاد بدعمه المتواصل للثقافة العربية، الذي من شأنه تعزيز مكانة المثقف العربي في مجتمعه ليقوم بدوره التنويري.
بعد ذلك، انطلقت فعاليات حفل الجائزة في مسرح الثقافة والفنون للمجلس الأعلى للثقافة في مصر، وسط احتفاء كبير، بحضور عبدالله العويس، ومحمد القصير، ود. هشام عزمي، وجمع من المثقفين والأدباء والأكاديميين والفنانين المصريين والعرب.
وكان صاحب السموّ حاكم الشارقة قد وجّه بنقل الاحتفاء بالفائزين إلى البلدان العربية، وحلّت الجائزة في أوّل تنقّل لها خارج الدولة في العام 2019 بمصر، لتنطلق بعدها إلى وجهات عربية متعددة، لتمثِّل مصر من جديد وجهتها الجديدة. ويعكس توسّع وتنقّل الجائزة عربياً رؤية مشروع الشارقة الثقافي، من أجل أن تعمّ الفائدة الثقافية في كافة أقطار الوطن العربي.
* علامة فارقة
في بداية كلمته، أكّد محمد القصير أن مشهد الأخوّة والتلاحم يبدو في أبهى حالاته مع اللقاء المتكرر في مصر العربية، مضيفاً أن الأمر عندما يتعلق بالشباب العربي المبدع فإنه يمثل طموحات وأحلاماً وآمالاً كبيرة متجددة، وأشار القصير إلى أهمية التعاون القائم بين دائرة الثقافة ووزارة الثقافة المصرية، قائلاً: «إن لقاءنا اليوم يأتي ثمرة تعاون بين دائرة الثقافة في الشارقة في دولة الإمارات، ووزارة الثقافة المصريّة، هذا التعاون الذي ما زال يكبر وينمو مناسبة بعد أخرى، ومنها هذه المناسبة الخاصة والمهمة : الدورة السابعة والعشرون من جائزة الشارقة للإبداع العربيّ - الإصدار الأول، والتي تُعدّ رائدةً في مجال دعم الشباب، وفتح آفاق المستقبل أمامهم للانطلاق في فضاءات الإبداع المختلفة، كالشعر، والقصة القصيرة، والرواية، وأدب الطفل، والمسرح، والنقد الأدبيّ»، وأضاف، قائلاً: «لقد شكّلت جائزة الشارقة للإبداع العربيّ منذ أن انطلقت في العام 1997، حالة ثقافية متميزة، وكانت علامة فارقة على الساحة الإبداعية العربية، مستلهمة في جميع محطّاتها رؤى صاحب السموّ حاكم الشارقة، في أهمية الثقافة والإبداع، وضرورة دعم طاقات الشباب في مختلف المجالات والحقول».
وأشار القصير إلى أهمية توجيه صاحب السمو حاكم الشارقة في توسيع دائرة حضور الجائزة عربياً، قائلاً: «ومن منطلق حرصه على تطوير الجائزة، وتوسيع دائرة حضورها عربيّاً، جاء توجيه سموّه بنقل الاحتفاء بالفائزين إلى البلدان العربية، وكانت مصر الدولة المستضيفة في أوّلِ تنقّل لها خارج الإمارات في العام 2019، وها هي تعود إلى مصر مرة ثانية، وسط سعادة غامرة للاحتفاء بأسماء إبداعية جديدة»، وقال: «إن الجائزة، استطاعت، على مدى دوراتها المتتالية أن ترفد المكتبة العربية بمئات الإصدارات الشعرية والروائية والقصصية والنقدية والمسرحية، موضحاً أن الجائزة تشهد في كلّ دورة مشاركة عربية واسعة، وفي هذه الدورة استقطبت أكثر من 500 عمل أدبيّ، في مشهد يؤشّر إلى حجم ما تعنيه الجائزة للكتّاب العرب الشباب، مشيراً إلى أنها تشكّل لهم نقطة انطلاق لتأكيد الحضور، والاستعداد لمراحل تالية من العطاء، مع الكثير من الثقة والخبرة والمهارات المكتسبة.
وأبرز القصير أن إمارة الشارقة تحرص في كلّ دورة من دورات الجائزة، على دعوة فائزين من دورات سابقة للمشاركة في الاحتفال بالفائزين الجدد، وذلك تأكيداً منها على استمرار الدعم وتواصله، مؤكداً أن الدعم لا يتوقف عند حدود الاحتفال بالفوز، بل يتجاوزه نحو دعوة الفائزين السابقين إلى مهرجانات شعرية وملتقيات أدبية وفكرية، واختيار عدد من الأسماء المبدعة كلجانٍ تحكيميةٍ للجوائز الثقافية التي تشرف عليها دائرة الثقافة، ليظلَّ التواصل قائماً، وفاعلاً، وأشار إلى الأهمية الخاصة التي ستقدّمها الورشة العلمية المصاحبة للجائزة تحت إشراف الدكتور حسين حمودة، وبمشاركة الفائزين، حيث ستأتي على محورين يناقشان:«فنّيّاتِ السرد في الرواية الجديدة»، و«السردِ التفاعليّ: السمات والجماليات»، لينهي كلمته بشكر وزارة الثقافة المصرية مهنئاً الفائزين بالجائزة، وناقلاً إلى الجميع تحيات صاحب السمو حاكم الشارقة.
* مشروع ثقافي
في بداية كلمته، رحّب د. هشام عزمي بالحضور في القاهرة التي تسعد دائماً باستقبال الأشقاء من الإمارات العربية المتحدة، وقال:«كما التقينا في بدايات شهر مارس الماضي في إطار مبادرة ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي، فإننا نلتقي اليوم في فعالية ثقافية أخرى بعنوان جائزة الشارقة للإبداع العربي (الإصدار الأول)، وكما كانت مصر هي الدولة الأولى التي تستضيف هذه الجائزة من خارج الإمارات في 2019، فها هي تعود مرة أخرى لتسعد باستضافة الجائزة للمرة الثانية»، وأشار إلى أن«جائزة الشارقة للإبداع العربي تقديرٌ مستحق لمن يخطون خطواتهم الأولى في مسيرة الفكر والإبداع في أوطانهم، فهي رسالة وحافز لأقرانهم على مزيد من التألق والإبداع، وهي استمرار لسلسلة من المبادرات الثقافية الواعدة التي دأبت عليها الشارقة في إطار مشروعها الثقافي، برعايةٍ كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة»، وتوجّه بالتهنئة للفائزين من المبدعين الشباب الذين سيتم تكريمهم مُتمنياً لهم كل تقدم وازدهار فيما هو آت.
* تكريم
سلّم عبد الله بن محمد العويس ومحمد القصير، يرافقهما د. هشام عزمي الـ 18 فائزاً وفائزة شهادات تقديرية تكريماً لجهودهم الإبداعية، حيث كانت إدارة الشؤون الثقافية قد كشفت عن أسماء الفائزين، خلال مؤتمر صحفي عقد سابقاً.
«الورشة العلمية»
وبعد التكريم بدأت جلسات الورشة العلمية المصاحبة للجائزة، والمعنونة بـ«الفنيات السردية في الرواية المعاصرة»، وتحمل محورين أساسيين هما: «فنّيّاتِ السرد في الرواية الجديدة»، و«السردِ التفاعليّ: السمات والجماليات»، فيما تولى الأديب المصري د. حسين حمودة مهمة الإشراف على الورشة.
شارك في المحور الأول الفائزان في مجال النقد الأدبي شهيرة صلاح كمال، وإبراهيم أحمد أردش.
وحملت ورقة أردش عنوان «فنيات السرد في الرواية العربية المعاصرة»، ودشّنها بتأكيده أن فنيات الرواية العربية المعاصرة الجديدة كثيرة، ويصعب على باحث الإحاطة بها، وهذا ناتج عن كون الرواية العربية الجديدة هي رواية التجريب المستمر.
وتطرقت ورقة أردش إلى بعض الفنيات على نحو يميل إلى الإيجاز، يقول:«تصنع الرواية المعاصرة واقعيتها الخاصة المستمدة من الواقعية السحرية «العجائبية»، وقد شاع هذا المصطلح في الثمانينات من القرن الماضي بشيوع عدد من كتاب الرواية والقصة في أمريكا اللاتينية، وتواصل استعماله في ما بعد في حقل الفن التشكيلي بوجه خاص، وكان استعماله في ذلك الحقل للدلالة على نوع قريب من الرسم. حيث تكون الموضوعات المرسومة والأشياء قريبة في غرابتها من عوالم الحلم».
وخلصت ورقة شهيرة صلاح «تيار الوعي وتعدد الأصوات في الرواية الجديدة»، إلى أن الرواية متعددة الأصوات هي رواية منفتحة قائمة على تفاعل الأجناس الأدبية والفنية؛ ما يجعلها تستجمع جميع الأصوات واللغات واللهجات الاجتماعية، لتعبر بكل حرية وديمقراطية عن وجهات نظرها، مع حضور المؤلف الوهمي الذي يتنازل بشكل من الأشكال عن سلطته لراوي الرواة، أو يتنازل للسراد المتعددين، أو يتنازل للشخوص لتعبر عن عوالمها الداخلية ومواقفها تجاه الموضوع.
وشهد ختام الجلسة الأولى مداخلات لعدد من الأكاديميين والحاضرين للتعقيب على الورقتين البحثيتين، وتستكمل، الورشة، اليوم الخميس جلساتها التي ستناقش موضوع «السرد التفاعلي: السمات والجماليات»، كما ستشهد قراءات شعرية للفائزين في حقل الشعر.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ytyhxak7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"