عادي
20 % حصة الإنفاق من ميزانية المعلومات سنوياً

2.1 مليار درهم سوق الأمن السيبراني في الإمارات 2024

09:19 صباحا
قراءة 4 دقائق
دبي: حمدي سعد

تصل حصة الإنفاق على الأمن السيبراني وحماية المعلومات في الإمارات إلى نحو 20% من إجمالي إنفاق المؤسسات والشركات على المعلومات سنوياً، بسبب ارتفاع حجم التهديدات والهجمات التي تتعرض لها، وفقاً لتقديرات شركات مشاركة في الدولة الـ 13 لمعرض «جيسيك جلوبال 2024» في دبي.

وأكد ممثلو شركات لـ«الخليج» أن ارتفاع حجم وتغير طبيعة التهديدات وأضرارها المالية والمعنوية على المؤسسات والشركات يفرض سرعة التحرك لتعزيز كفاءة العامل البشري وتقنيات الأمن السيبراني والإلكتروني في الدولة، نظراً لارتباطها العالمي الوثيق بقطاعات المال والأعمال وشبكة الإنترنت العالمية.

وشددوا على أنه ورغم القدرات الكبيرة التي تتمتع بها دولة الإمارات وكفاءتها العالمية المشهود بها في قطاع الأمن السيبراني إلا أن الدولة تبقى هدفاً لقراصنة المعلومات للحصول على الأموال أو القيام بهجمات بغرض التخريب، الأمر الذي يتطلب مزيداً من اليقظة والوعي.

ووفقاً لتقرير صادر عن شركة «موردور للأبحاث» يقدر حجم سوق الأمن السيبراني في دولة الإمارات بنحو 2.1 مليار درهم (590 مليون دولار) العام 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى 3.9 مليار درهم (1.07 مليار دولار) بحلول العام 2029، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 12.72% خلال الفترة بين (2024-2029) بسبب التحول الرقمي السريع في الدولة وزيادة عدد الأجهزة المتصلة، حيث أصبح الأمن السيبراني أمراً ضرورياً بشكل متزايد للمؤسسات والشركات.

  • اعتماد أدوات فعالة

وقال نعيم يزبك، مدير عام مايكروسوفت الإمارات: أصبحت مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص في دولة الإمارات على وعي تام بشأن تنامي حجم التهديدات السيبرانية والإلكترونية وزيادة تعقيدها خلال الأعوام الأخيرة، وبرزت الحاجة الملحة لاعتماد أدوات متقدمة جديدة تتسم بالكفاءة والفاعلية.

وأضاف، تتعاون مايكروسوفت عن كثب مع مجلس الأمن السيبراني لدولة الإمارات من أجل تزويد هذه المؤسسات بأحدث المعلومات حول الابتكارات والتحسينات في مجالات الأمن السيبراني وحماية البيانات، مما يعزز قدراتها على مواجهة هذه التحديات حيث أبرمت الشركة مؤخراً مذكرة تفاهم مع «المجلس» بهدف تعزيز التعاون والتنسيق بين الطرفين من أجل إنشاء بنية تحتية معلوماتية عالمية تتمتع بأعلى مستويات الأمان.

وأكد يزبك أن الطلب يزداد على خبراء الأمن السيبراني على الصعيد العالمي نتيجة للتقدم السريع الذي تشهده التكنولوجيا مثل الذكاء الاصطناعي والذي يفرض تحديات جديدة تتعلق بالأمن والامتثال والهوية. وتتطلع المؤسسات في القطاعين العام والخاص في دولة الإمارات إلى تطوير مهارات خبرائها في مجال الأمن السيبراني من أجل التصدي بفاعلية للهجمات السيبرانية المتنامية. 

تحقيقاً لهذا الهدف، تقدم شركة مايكروسوفت مجموعة متنوعة من الدورات التدريبية والشهادات وورش العمل لتزويد الخبراء في مجال الأمن السيبراني في الإمارات والمنطقة بأكملها بالمهارات والمعرفة اللازمة لحماية تلك المؤسسات من التهديدات السيبرانية الناشئة.

وتابع يزبك: عرضت مايكروسوفت أحدث تقنيات الأمن الرقمي القائمة على الذكاء الاصطناعي خلال «جيسيك جلوبال 2024» مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي قد حقق إنجازات كبيرة حظيت باهتمام الجميع، لكنها فرضت في الوقت ذاته مخاطر متزايدة حيث نشهد المزيد من الهجمات السيبرانية المعقدة التي تدفع المؤسسات إلى تحصين خطوطها الدفاعية وتعزيز أمنها السيبراني مع توخي أقصى درجات الحيطة والحذر لحماية بياناتها الحساسة والحفاظ على مرونة عملياتها التشغيلية فيما ضم جناح مايكروسوفت 9 من شركائها بما فيهم شركة كورام سايبر وتراست ويف ومجموعة ويزارد و 42كرانش و BPS وكومفولت وفورتينت وروبريك بالإضافة إلى جيت هاب كما استعرضت مايكروسوفت برنامج مايكروسوفت كوبايلوت للأمان، وهو حل أمني مدعوم بالذكاء الاصطناعي التوليدي ويساهم في تعزيز كفاءة المدافعين وقدراتهم من أجل تحسين نتائج الأمن بسرعة وعلى نطاق واسع.

  • التعامل الاستباقي

من جانبه قال ماهر جاد الله، المدير الأول لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في شركة «تينابل»: يتواصل الصراع بين قراصنة المعلومات وشركات حماية المعلومات والأمن السيبراني من ناحية والمؤسسات والشركات من ناحية أخرى، فيما يبحث المهاجمون عن طرق عديدة ومسارات مختلفة لاختراق البيئات التقنية وإلحاق الأضرار بالمؤسسات. ولكن المؤسسات لا تقف عاجزة أمام تلك المحاولات، حيث تعمل على تأمين أسطح الهجمات بشكل مستمر، ولهذا الغرض تحتاج فرق الأمن إلى مقاربة أمنية موحدة.

أضاف أن العديد من المؤسسات والشركات في الإمارات رفعت حصة الإنفاق على الأمن السيبراني والمعلوماتي إلى حد 20% من ميزانية الإنفاق على تقنية المعلومات سنوياً حيث ارتفعت معدلات الهجمات السيبرانية التي تتعرض لها المؤسسات والشركات.

وأوضح جاد الله أن الشركة ستعرض حلول إدارة التعرض التي تعمل على إبراز مسارات الهجمات الكامنة في البنية التحتية للمؤسسة، وفي بيئات تقنية المعلومات والتقنيات التشغيلية، وذلك قبل أن يتمكن المهاجمون من استغلالها والنفاذ منها بالاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في مواجهة تحديات الأمن السيبراني ولتخفيف تلك المخاطر، لا بد من اكتساب إمكانية الرؤية الكاملة لكل من بيئات التقنيات التشغيلية وتقنية المعلومات، وتحديد أماكن الثغرات ونقاط الضعف وتعمل حلول الشركة على تمكين المؤسسات لتتوقع الهجمات وتتعامل معها بشكل استباقي من أجل تخفيف المخاطر السيبرانية أينما وجدت.

  • اكتشاف التهديدات

بدوره قال عزالدين حسين، المدير الإقليمي الأول لهندسة الحلول في الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا في شركة «سينتينل وان»: أحدث الذكاء الاصطناعي تأثيراً كبيراً في الأمن السيبراني لاسيما في الطريقة التي تقوم بها المؤسسات باكتشاف الهجمات السيبرانية ومنعها والرد عليها.

وأضاف: على سبيل المثال تدعم بعض تقنية الذكاء الاصطناعي Purple AI المحللين من خلال اكتشاف التهديدات وتحليلها والاستجابة لها عبر الحوار التفاعلي، حيث تعمل على تبسيط عمليات الأمن السيبراني من خلال الجمع بين الأدوات وتجميع معلومات التهديدات في تجربة حوارية للمستخدم، وتمكين المحللين عبر استخدام أدوات عمليات الأمن المستندة إلى الذكاء الاصطناعي.

وتابع حسين: إن استخدام الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعزز بشكل كبير حماية البيانات وتقليل المخاطر وتسهيل الكشف المبكر والاستجابة السريعة لتقليل الأضرار الناتجة عن الاختراق.

وقال حسين: تقلل الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي وإدارة سطح الهجوم تكاليف الاختراق، مما يقدم آليات دفاعية استباقية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mzz8pczb

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"