حوار: راندا جرجس
أعرب عبدالله إسماعيل، الحائز المركز الأول بوصفه أفضل مذيع للموسم الرمضاني هذا العام في استطلاع «الخليج»، عن سعادته البالغة بهذا النجاح المستمر على مدى أعوام، بما يدل على أن العمل الإعلامي يرتبط بمحبة الناس وتقدير الجمهور. وتوجه بالشكر إلى فريق عمل برنامج «المندوس»، وإدارة تلفزيون دبي، لافتاً إلى أن نجاح البرنامج يعود إلى الجهد الجماعي والتعاون، والمودة العالية بين الجميع، والمرح خلف الكواليس.
وصف إسماعيل برنامج المندوس قائلاً: «أرى في هذا النجاح المستمر انتصاراً للبساطة والعفوية والابتسامة والروح المشرقة المحبة للحياة، وخلف هذا النجاح هناك دعاء الأمهات والآباء الذين يخاطبهم البرنامج بلهجته البسيطة ومفرداته البعيدة عن التكلف، وحتى المكان والتفاصيل في البرنامج، بل واللغة وأسلوب التعبير نستقيها من فرجان الإمارات القديمة في حقبة الثمانينات، هناك نشترك جميعاً في الحنين لتلك الحياة المفعمة بالتراحم والتكاتف والعيش بسعادة من دون تعقيد».
وأضاف: «إن الأطفال هم كلمة السر في نجاح «المندوس» فأهازيجهم وأغانيهم وفيديوهاتهم التي يشاركون فيها معنا وحضورهم إلى الاستوديو أو الفعاليات بلباسهم الإماراتي التقليدي وحبهم لهوية وطنهم وتعبيرهم عن اعتزازهم بقيادتهم ووطنهم دائماً في البرنامج جعلته الأول على الشاشات الإماراتية الذي يحبه ويحرص عليه أبناؤنا في رمضان، ما حقق لنا شرف متابعة كل أفراد العائلة وسعادتهم بفرحة الصغاروتفاعلهم الكبير.
البعد الإنساني
قال عبدالله إسماعيل إلى أن التحدي الأكبر والسؤال المهم مع توالى السنوات على برنامج «المندوس»: هل وقعنا في فخ التكرار؟ والإجابة نجتهد في ترجمتها من خلال السعي لتحقيق قيمة إضافية في البرنامج بحيث لم يعد في نظرنا برنامج مسابقات مقتصراً على الأسئلة والجوائز، تحقق لنا هذا الموسم بُعد إنساني رائع من خلال الحالات التي استطلاع البرنامج تحقيق أمنيات أصحابها حتى آخر حلقات البرنامج، حيث قال لي الفائز بالجائزة الكبرى وهو شاب إماراتي، إنه من خلال الجائزة أصبح قادراً على تحمل نفقات زواجه، والقصص كثيرة في هذا الجانب.
وتابع: «لا أنسى تخصيص حلقة لأبنائنا من الأطفال الذي يتلقون علاجهم في مستشفى الجليلة في دبي، حيث وصلتنا الأخبار عن متابعة عدد منهم للبرنامج، وهم على أسرّتهم البيضاء، فقررنا أن يذهب فريق المندوس لهم ويزور غرفهم وعوائلهم، ويشجعهم على تلقي العلاج، وبالطبع كان لهم نصيب من الجوائز القيمة».
وأضاف: «تخللت حلقات هذا العام العديد من القصص التي تعبر عن لُحمة مجتمعنا الإماراتي وترابط الأسرة، ورسوخ القيم الأصيلة فيه، رغم حداثته وتطوره، ومتابعو البرنامج يعون ما أعنيه».
وأكد أن منى غانم المري، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، رئيسة نادي دبي للصحافة، أرادات أن يخرج برنامج «المندوس» من الاستوديو، وينتقل ليلتقي مباشرة مع الجمهور في مناطقهم السكنية، وبين أحياء دبي، وأن تكون تلك الحلقات مباشرة، ليقترب ويتفاعل الإعلام مباشرة مع المشاهدين، ويخرج من خلف الشاشة ليكون وجهاً لوجه، وذلك وفق ما فاجأه به سالم باليوحة، المدير التنفيذي لقطاع المحتوى الإعلامي.
أضاف: تبنت منى المري الفكرة، وأعترف بفضلها الكبير على نجاح كل برامج «دبي للإعلام»، ومن بينها «المندوس».
مثابرة وتحدٍّ
أكد عبدالله إسماعيل أن التحدي كان صعباً، فالبرنامج مباشر، وأمام اختبار حقيقي، هل يحتفظ بجماهيريته وحب المشاهدين. وقال: الخبر الذي أثلج صدورنا أن الحلقات الخمس التي قدمناها مباشرة مع الجمهور خارج الاستوديو شهدت إقبالاً جماهيرياً كبيراً فاق التوقعات في كل المرات، كما شهدنا الكثير حضور المشاهدين من كل إمارات الدولة، وبعضهم من الدول الخليجية المجاورة، وهنا كانت الرسالة واضحة ومباشرة أن إعلامنا المحلي قادر على صنع الأحداث لا تغطيتها وحسب، وهنا لا يفوتني أن أشكر فرق عمل «دبي للإعلام» وعلى رأسه سالم باليوحة.
وقال: «أستطيع القول إنني أصبحت أقدم «المندوس» دون الشعور به كعمل تلفزيوني أو إعلامي، فالأمر تجاوز ذلك بمراحل، فأنا لا أهتم كثيراً بقوانين اللعبة، ولا أبحث عن ألقاب ولا شهرة ولا صورة برّاقة، ولا أريد أن يجد أبناء الوطن ضالتهم في مكان بعيد عن وسائل إعلامنا المحلية، ولكن أريدهم دائماً مع أهلهم وهويتهم وروح مجتمعهم وقنواتهم ووسائل إعلام وطنهم الإمارات».
وتابع: «أبنائي في البيت يغنون لي هم وأقرباؤهم «يا وليد هات المندوس»، ويرددون أهازيج البرنامج، وبعضهم يقلد طريقة تقديمي وحماستي، وهذا ما أريده وما أبذل جهدي وطاقتي لتحقيقه، أود أن أرى أهلنا وأطفالنا وأمهاتنا في سعادة، وأن يجتمعوا أمام التلفاز والابتسامة على وجوههم والضحكة تعلو في كل بيت أثناء متابعتهم للبرنامج».
أسرة واحدة
أعرب عبدالله إسماعيل عن سعادته بالعمل مع الفريق المتميز الذي يشاركه النجاح على مدار أكثر من 10 سنوات، بدءاً من إدارة دبي للإعلام إلى أصغر موظف في الفريق، وقال: «نؤمن دائماً بدور هذا البرنامج في إسعاد المشاهدين، وتُعد «خلونا نفرحهم» أكثر جملة تتكرر بيننا أثناء العمل، وتتسم حلقات ومواسم البرنامج بأنها مراحل عميقة من الإخلاص في العمل والتسامي عن البحث عن المصالح الخاصة، والنجاحات الفردية، بل كان للبرنامج رسالة واضحة وهدف إنساني واضح ومباشر وصادق تماماً، وهو فرحة المشاهدين وتقديم السعادة لأهلنا وأسرنا ومجتمعنا».
وفي الختام، توجه مُقدم «المندوس» برسالة محبة وامتنان توضح مدى ارتباطه بجريدة «الخليج»، قائلاً: «هذه الجريدة العريقة، غرست فيّ حب الاطّلاع والمعرفة، وتربيت على مطالعتها يومياً.
وهي الصحيفة التي احتوتني وأنا طالب جامعي، وأول صحيفة أجرت معي لقاء ومنحتني مقالاً في ملحق شباب «الخليج»، قبل أكثر من 25 سنة، فكم هو مؤثر أن يختارني قرّاء هذه الصحيفة الرائدة وأن يتصدر «المندوس» واسمي اختيارهم للبرامج المحلية في الشهر الكريم.