نعم.. العالم يقرأ ويتعايش في الإمارات

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

مرة ثانية «العالم يقرأ في الإمارات»، وهو العنوان الذي وضعته قبل أيام في هذا المكان حول معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ولا مبالغة في هذه القراءة العالمية، إن جاز الوصف، فالمعرض ملتقى ثقافات وحضارات ولغات من جميع جهات الأرض، والمشاركات الدولية في فعالياته إلى تزايد ملحوظ من دورة إلى أخرى. دور نشر جديدة استقطبها المعرض، ودول جديدة تسارع إلى الأجنحة المهنية، المنظمة، والشفافة في الإدارة وفي الحركة، وفي الوصول سريعاً إلى العنوان المبتغى.

معرض أبوظبي الدولي للكتاب حدث ثقافي إماراتي في قلبه أحداث ثقافية عدة، على رأسها تكريم الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب، الجائزة الأرفع والأسمى في معناها، وفي رمزيتها، وفي قيمتها الأدبية التي ترتبط بأسماء الفائزين.

جائزة «البوكر العربية» أصبحت أوسع في معناها الثقافي من حيث إنها أوجدت ظاهرة روائية عربية تنافسية استقطبت العديد من الكتّاب والكاتبات في الوطن العربي الذين جعلوا فن الرواية هو فن الحياة.

تظاهرات نشرية، وأفكار جادة في صناعة الكتاب، وفضاء معرفي للطفل، وحوارات متبادلة بين الناشرين، العرب وغير العرب، وأفق ثقافي إماراتي رحب يلتقي فيه الضيوف، والإعلاميون، والناشرون، والموزّعون، والكتّاب، أوّل من يصنع الكتاب بالعقل والإلهام والفكر.

أيام المعرض ولياليه فضاءات زمنية ونفسية ووجدانية تتعايش فيها كفاءات إبداعية عربية وأجنبية تؤدي كلها إلى ظاهرة القراءة في الإمارات.

القراءة في الإمارات ليست ظاهرة فقط، بل هي أيضاً زمن فكري عربي، ووعود تبشر بمستقبل أجمل للإنسان العربي الذي عرف مبادرة «تحدي القراءة العربي»، وعرف «شهر مارس القرائي»، وعرف «عشرية القراءة الإماراتية -2016-2026» وهي معاً محصّلات فكر الدولة الإماراتية الحديثة المرتبطة جذرياً بمرجعها التراثي، وثقافتها الشعبية.

معرض أبوظبي الدولي للكتاب صفحة مضيئة في التاريخ الثقافي للإمارات يتكامل وطنياً وثقافياً مع باقة معارض الكتب في الدولة على مدى أكثر من أربعة عقود، هي عقود مؤسسات، وعقود كفاءات إماراتية مثقفة تعوّل على الكتاب، وعلى القراءة. العالم يقرأ في الإمارات خلال المعرض، والعالم يقرأ في الإمارات أيضاً كظاهرة واقعية مرئية لكل مؤسسات العالم البحثية والعلمية، والأكاديمية، ففي الإمارات أكثر من مئتي جنسية مقيمة، وكل فئة اجتماعية تقرأ بلغتها، وتجد في معارض الكتب هنا في الإمارات عناوين حضاراتها وتاريخها، وفنونها، وثقافاتها الشعبية.

احتفال عربي عالمي في الإمارات بعنوانين متوازيين: الكتاب، والقراءة بأكثر من لغة وأكثر من فكر، وأكثر من رؤية في زمن عالمي ترتفع فيه دائماً مقولات تؤخذ في الاعتبار مثل حوار الحضارات، وجسور الثقافة، وفكر التعايش وقيم الحياة المدنية الجميلة، وكل هذه الصيغ النبيلة موجودة في الكتب.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/23nax9xk

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"