القاهرة: «الخليج»
خبير استشاري صحة نفسية بارز في مصر، حذر من خطورة ما وصفه ب«الصداقة السامة» على الأطفال، وما يمكن أن تؤدي إليه من مشاكل نفسية، وتغيرات سلوكية حادة، قد تصل حد الاضطراب العاطفي.
وشدد د.عادل سلطان، أستاذ الصحة النفسية بكلية طب قصر العيني، على ضرورة أن ينتبه الوالدان إلى ما قد يظهر على الطفل من تغيرات سلوكية، خصوصاً خلال فترة المراهقة الأولى، وهي التغييرات التي قد تكشف عن دخوله في علاقة صداقة غير متكافئة، خصوصاً إذا ما كان يصادق أشخاصاً أكبر منه في العمر.
وأشار إلى مجموعة من السلوكيات التي قد تفضح هذه العلاقة، على رأسها تغير سلوك الطفل إلى الأسوأ، عبر تغييرات حادة في صفاته الجيدة تدريجياً، كنوع من التشبه بصديقه، وقال سلطان إن علاقات الصداقة غير الصحية، غالباً ما تتضمن حالة من الاضطراب العاطفي، يظهر على الطفل، إلى جانب اضطرابات سلوكية أخرى، حيث تزيد لديه مرات الكذب، وقد يقل مستواه الدراسي بصورة ملحوظة، بعد أن تدخل عليه بعض الصفات والسلوكيات الجديدة، مثل الإهمال واللامبالاة، فضلاً على ما يكتسبه الطفل من عادة انعدام الحدود والخصوصية، فيبدأ هو وصديقه في التقرب بشكل غير مرغوب، ومتداخل للغاية ومزعج.
وقد يعانى الطفل ارتباكاً وشعوراً مضطرباً تجاه صديقه، لكن ذلك لن يمنع حسبما يقول سلطان، من تبريره الدائم لأخطاء صديقه، وهو ما قد يؤدي إلى أن يصبح طفلاً متهوراً شديد التمرد، والخروج عن القاعدة، وغالباً ما تسفر هذه العلاقة السامة، عن نتائج بعينها، حيث يتم التحكم في الطفل من قبل صديقه، وقد يصل الأمر حد السيطرة على شخصيته، فتضطرب سلوكياته وتتأثر شخصيته، فيصبح طفلاً منطوياً ومنعزلاً، وينفصل تدريجياً عن أبويه نفسياً، وقد يعانى كثرة التفكير والتوتر والقلق طوال الوقت، وقد لا يشعر بالراحة في تلك الصداقة، لكنه مع ذلك يستمر بها.