عادي

المياه الملوثة تسبب الوفاة بأمراض القلب

16:57 مساء
قراءة دقيقتين
قناني اختبار بها مياه ملوثة
إعداد: محمد عز الدين
أظهر باحثون إيطاليون من جامعة بادوفا، ولأول مرة، أنّ التعرض لمركبات السلفونات المشبعة بالفلور أوكتين السامة، يزيد من احتمالية الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، ما يضيف مستوى جديداً من القلق إلى الاستخدام الواسع للمواد الكيميائية المثيرة للجدل.
السلفونات المشبعة بالفلور أوكتين، هي فئة من 15 ألف مادة كيميائية تستخدم في عشرات الصناعات لجعل المنتجات مقاومة للماء والبقع، والحرارة، وعلى الرغم من أن المركبات فعالة للغاية، فإنّ الأبحاث السابقة ربطتها بالسرطان، وأمراض الكلى، والعيوب الخلقية، وانخفاض المناعة، ومشكلات الكبد، ومجموعة من الأمراض الخطرة الأخرى.
وتمكن الباحثون من إثبات وجود ارتباط بالوفاة بسبب التعرض للمواد الكيميائية، من خلال مراجعة سجلات الوفيات من منطقة فينيتو بشمال إيطاليا، حيث شرب العديد من السكان لعقود من الزمن، مياهاً ملوثة بدرجة عالية من حمض السلفونيك البيرفلوروكتاني، أو كما تسمى بـ «المواد الكيميائية للأبد»، كما أظهرت السجلات زيادة احتمالية الوفاة بعدة أنواع من السرطان، لكنها لم تصل إلى حد إنشاء ارتباط رسمي بسبب عوامل أخرى.
وقالت أنيبال بيجيري، الأستاذة في الجامعة، والباحثة الرئيسية للدراسة: «هذه هي المرة الأولى التي يجد فيها أي شخص دليلاً قوياً على وجود ارتباط بين التعرض لمتلازمة السلفونات المشبعة بالفلور أوكتين، والوفاة بأمراض القلب الوعائية».
وأضافت أنيبال بيجيري: «كانت مياه الشرب في فينيتو ملوثة بمخلفات مصنع لإنتاج السلفونات المشبعة بالفلور أوكتين بين عامي 1985 و2018، ولأول مرة، رصدنا زيادة 4000 حالة وفاة خلال هذه الفترة، أو ما يقرب من ثلاث حالات وفاة كل شهر».
تؤثر السلفونات المشبعة بالفلور أوكتين، في نظام القلب والأوعية الدموية بطرق مختلفة، لأنّها تنتج مستويات عالية وخطرة من الكوليسترول، ويصعب التحكم فيها، لأنّها لا تنتج عن خيارات النظام الغذائي، أو نمط الحياة التي يمكن معالجتها بالتعديلات، ولكن التغيرات الهرمونية التي تؤثر في التمثيل الغذائي وقدرة الجسم على التحكم في الترسبات في الشرايين، ويعتقد الباحثون في أنّ اضطراب ما بعد الصدمة الناجم عن الكارثة البيئية، يسهم أيضاً في الإصابة بأمراض الدورة الدموية.
وأوضحت أنابيل بيجيري أنّ الدليل على حدوث زيادة في أعداد الإصابة بسرطان الكلى كان واضحاً جداً، ففي السنوات الخمس الأولى للدراسة، سجلت 16 حالة، بينما سجلت 65 حالة في السنوات الخمس الماضية.
وأظهرت السجلات أنّ التعرض لمثل هذه المواد في وقت مبكر من الحياة يؤدى إلى مستويات أعلى من الوفيات، باستثناء النساء اللواتي لديهن أطفال، وجدت الأبحاث السابقة أنّ المستويات كانت أعلى لدى النساء اللواتي لديهن طفل واحد فقط، حيث تتراكم المواد الكيميائية في المشيمة، وتنتقل إلى الأطفال وهم أجنة أثناء الحمل، ما يقلل من المستويات في الجسم، وكانت مستويات الوفيات بين النساء في سن الإنجاب أقل بشكل عام، ولكنها زادت عند النساء الأكبر سناً.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/jk6kzj3p

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"