عادي
الدورة الـ 11 تنطلق 13 الجاري

«الشارقة للمسرح المدرسي»... منصة القيم التربوية

18:07 مساء
قراءة 3 دقائق
جانب من أحد عروض دورة سابقة للمهرجان
الشارقة: علاء الدين محمود
يضرب جمهور المسرح، خاصة الصغار والطلاب وأولياء الأمور، موعداً جديداً مع الألق والبهاء والمتعة والدروس والعبر، مع حلول الدورة الـ11، من «مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي»، التي تنطلق 13 مايو/أيار الجاري، تلك المنصة التي تظل قلوب الطلاب تهفو إليها من كل عام، لتقديم الروائع المسرحية الجديدة، بعد أن أصبح ذلك المهرجان نفسه مدرسة لتعليم المسرح وترسيخه في وجدان النشء، حيث تتفجر طاقات الطلاب الإبداعية، عبر عروض مصممة من أجل الصغار، وأبطالها من الأطفال واليافعين، ومواضيعها مستلهمة من القيم والموروث بما يحمي الأخلاق ويحفظ الهوية ويعلي من شأن الوطن والوطنية، فجميع الأعمال المقدمة تحتشد بالدروس والمعاني، بصورة تتناسب مع أعمار الصغار وطرائق تفكيرهم.
ينظم المهرجان دائرة الثقافة في الشارقة، ويعمل القائمون عليه لتزويده بالكثير من الرؤى والأفكار التي طورت، بالفعل، المهرجان في كل دورة جديدة.
يحتفي المهرجان بالمسرحيين «الصغار» في المدارس الابتدائية والثانوية بكل مدن ومناطق الشارقة، وتضم فعالياته العديد من الورش التدريبية والمحاضرات إلى العروض المسرحية وفي ضروب أخرى من الإبداعات مثل التشكيل، وعلى الرغم من أنه منصة للصغار فإن المهرجان يعتبر من أهم الفعاليات الثقافية والمسرحية على مستوى إمارة الشارقة والدولة؛ لكونه من المناسبات التي تتحقق فيها قيمة المسرح الأساسية من رسائل توجيهية وتربوية تُسهم في تنشئة الأطفال واليافعين، إضافة إلى كونه يعتبر مدرسة تتخرج فيها كوادر المستقبل في مختلف مفردات العمل المسرحي، من تمثيل وإخراج وتأليف، وغير ذلك، إلى جانب الكثير من الممارسات الإبداعية، الأمر الذي جعل المهرجان منصة يعوّل عليها كثيراً.
يعمل «الشارقة للمسرح المدرسي»، بصورة أساسية على دعم وتشجيع المواهب المسرحية الشابة في المدارس الابتدائية والثانوية بكل مدن ومناطق الشارقة، وتشتمل فعاليته على العديد من الورش التدريبية والمحاضرات، إلى جانب العروض المسرحية، بالتالي فإن المهرجان هو مدرسة متكاملة تعرف الطلاب بفنون وأشكال العمل المسرحي، ويركز على الأنشطة المهمة التي تنمي في التلميذ الحاجات الأساسية، مثل اللعب والمعرفة وتحقيق الذات، وكيفية تعامل الأطفال واليافعين مع الأشياء من حولهم، وهو الأمر الذي يُسهم بصورة أساسية في ترقية وتنمية شخصية الطفل، وهنا تبرز أهمية اللعب؛ لكونه يساعد التلميذ في اكتساب المعلومات والمعارف، كما أنه يعمل على ترقية خياله، ويقوي من شخصيته بحيث يتولد فيه إحساس بأنه يستطيع عمل شيء ما، وأن يكون هذا الشيء له قيمة، كما أن المسرح يُسهم في صقل موهبة الطالب، ويولد فيه المقدرة على التعبير عن ذاته والواقع من حوله، ويعزز فيه روح المشاركة.
ولعل من أكثر الأشياء اللافتة في الحراك المسرحي الإماراتي، أن معظم نجوم «أبو الفنون» في الدولة من مخرجين وممثلين ومؤلفين وجميع المبدعين في عناصر العرض المسرحي، هم من الذين تخرجوا في المسرح المدرسي، والذي أعدهم جيداً ليكونوا ضمن الفعالين في الحركة المسرحية الإماراتية، وذلك الأمر يؤكد الدور الكبير الذي يلعبه هذا المهرجان في الفعل المسرحي في الدولة وخارجها، الأمر الذي يعني أن في كل دورة جديدة ينهض جيل جديد يحمل راية المسرح في شارقة الثقافة، حيث يعمل المهرجان على جعل حضور المسرح حالة متعمقة في الواقع الاجتماعي والثقافي الإماراتي، وربما ذلك من الأشياء التي جعلت الإمارات اليوم من الدول العربية التي تتميز بالنشاط المسرحي.
*صناعة الجمهور
ولعل من أهم الأشياء التي يمكن أن تقال من خلال تجربة «الشارقة للمسرح المدرسي»، طوال مسيرته، أنه قد أسهم كذلك في صناعة جمهور للمسرح في الدولة؛ حيث إن أهمية هذا الحدث لا تكمن فقط في المشاركين في العروض من ممثلين صغار، بل وكذلك في اليافعين والأطفال الذين يحضرون تلك العروض، فتتنامى ثقافتهم المسرحية ليصبحوا ضمن أفضل نوع من الجمهور المسرحي والذي يتمتع بالذائقة والمقدرة على فهم الأعمال حتى المعقدة والنخبوية.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yrwp8exa

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"