خليفة باقٍ في القلوب

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

تصادف اليوم الذكرى الثانية لرحيل المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، والذي منحه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيّان، طيّب الله ثراه، ثقته، منذ بدأ سني الإدراك الأولى... وكان يحرص على اصطحابه في معظم نشاطاته، وزياراته.

وحين دخل الشيخ خليفة عامه الثامن عشر، عيّنه ممثلاً له في المنطقة الشرقية، ورئيس المحاكم فيها، لما رأى من وعيه وإدراكه، وحصافة رأيه، وهو في هذه السنّ اليافعة.. وكان الهدف تحسين حياة القبائل في المنطقة، وإقامة سلطة الدولة الإماراتية، ما عمّق قيمه الأساسية، ووسّع إدراكه لتحمّل المسؤولية، ورسوخ الثقة والعدالة.

في 23 ديسمبر 1973، تولّى منصب نائب رئيس الوزراء في مجلس الوزراء الثاني. ثمّ ترأّس المجلس التنفيذي الذي حلّ محل الحكومة المحلية في أبوظبي. وحقّق برامج التنمية الشاملة في الإمارة، كبناء المساكن، والبنية التحتية العامة التي أدت إلى إبراز حداثة مدينة أبوظبي.

وبعد رحيل المغفور له الشيخ زايد، انتُخب الشيخ خليفة، رئيساً للدولة في 3 نوفمبر 2004.

ومنذ تسنّم مسؤولياته الجسام، التي توزّعت بين خلافة المؤسّس، والسير على نهجه الحكيم القويم، عمل على الابتكار والتجديد، وخلق الإبداع في قضايا تهمّ الناس، وتحقيق كل القيم السامية، من هناء وعدالة وكفاية، وطمأنينة.. فكانت ثمانية عشر عاماً حافلة بالتميّز الإنساني والسياسي والاجتماعي.

كانت هذه المسيرة الغنية بكل ما يصبّ في هناء المواطنين والمقيمين على أرض هذه الأرض الطيّبة من مبادرات ومشروعات لا هدف لها إلّا سعادة الجميع، بدءاً من مبادرات رئيس الدولة التي طورت جميع مناطق الدولة، و«جائزة الشيخ خليفة للامتياز»، لتعزيز القدرة التنافسية لقطاع الأعمال، ثم «مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية»، و«جائزة خليفة التربوية لدعم التعليم، والميدان التربوي»، و«صندوق معالجة الديون المتعثرة»، وغيرها الكثير.

ثمّ كانت المبادرة الخلّاقة، إعلانه 2015 عاماً للابتكار، لخلق بيئة محفزة للابتكار. ثم خصّص عام 2016 للقراءة. ثم عام الخير، ثم عام زايد، فعام التسامح 2019.. وهذا كله ليس سوى جزء من مسيرة عطاء لا ينضب.

اليوم تمرّ الذكرى الثانية لرحيل أبو سلطان.. غادرنا وروحه العطرة تحلّق في سمائنا، فهو رحمه الله كان راعي هذه المسيرة المباركة.

لكن عطاء الإمارات الذي لا ينضب، استمرّ بتولّي المهام الجسيمة، القائد الملهم، صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، وكان خير خلف لخير سلفَيْن.

رحم الله الشيخ خليفة بواسع رحمته وأدخله في رضوانه وجنانه.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3rz6c4n9

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"