عادي
مشروع «ريترو» الانتقامي للرد على الصواريخ النووية السوفييتية

تفاصيل خطة أمريكا المجنونة لوقف دوران الأرض وقتل نصف مليار من البشر

00:48 صباحا
قراءة 3 دقائق

ترجمات - «الخليج»

شهدت ستينات القرن الماضي، في خضم الحرب الباردة التي خاضتها الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، والتهديدات النووية المتبادلة، طرأت فكرة مجنونة في عقل العسكريين الأمريكيين لحماية البلاد من أي هجوم صاروخي سوفييتي، اعتمدت على وقف دوران الأرض، ودمار هائل سيقتل نصف مليار من البشر.

وكشف صحيفة «ديلي ميل» في تقرير لها مؤخراً تفاصيل الخطة السرية للولايات المتحدة في العام 1960، والتي عرفت باسم مشروع «ريترو»، والتي وضعت كردٍّ انتقامي مفترض بمجرد تحليق الصواريخ النووية السوفييتية فوق القطب الشمالي، باتجاه حقول الصواريخ الأمريكية في داكوتا ووايومنغ ومونتانا وميسوري.

واعتمدت الخطة الأمريكية على إطلاق 1000 صاروخ ضخم من نوع «أطلس»، يستخدم عادة لإطلاق الأسلحة النووية والمركبات الفضائية، ما سيولد قوة دفع كبيرة لدرجة أن دوران الأرض سيتوقف لفترة وجيزة. وهذا يعني أن الصواريخ النووية السوفييتية ستتجاوز قواعد الصواريخ التي تستهدفها.

وبحسب الصحيفة، اطّلع مسؤولو القوات الجوية الأمريكية، على الخطة ووقّعوا عليها بالأحرف الأولى، قبل أن تصل إلى مكتب دانييل إلسبيرج، مخطط الحرب النووية الذي أجرى أيضًا مراجعة البنتاغون لأزمة الصواريخ الكوبية، عن الخطط في كتابه «آلة يوم القيامة».

وبحسب إلسبيرج، فإنه كان يعتقد في البداية، أن خطة إيقاف دوران الأرض كانت مجرد «مزحة»، ولكن عندما رأى أنها تم التوقيع عليها بالأحرف الأولى من قبل مسؤولين عدة، أدرك أنها لم تكن كذلك.

وأوضح إلسبيرج، الذي تُوفي عام 2023، أن الخطة كانت تتضمن أيضاً تنفيذ هجوم انتقامي ضد المدن والأهداف العسكرية في الاتحاد السوفييتي، بعد أن تستقر الأمور وتبدأ الأرض في الدوران بشكل طبيعي مرة أخرى، لكنه أدرك أن الخطة كانت بها عدة عيوب.

وأوضح إلسبيرج، أن الضربة الانتقامية كان سينتج عنها تحرك الصخور والهواء والماء على سطح الأرض، ما يعني أن كل شيء على الكوكب سيستمر في التحرك جانبياً بسرعة هائلة.

وكتب إلسبيرج: «لم يكن من الضروري أن تكون عالماً جيوفيزيائياً، ولم أكن كذلك، لرؤية بعض العيوب في هذا المخطط».

وأضاف: «ستتطاير كمية هائلة من الأشياء في الهواء. كل شيء، في الواقع، لم يتم تثبيته، ومعظم ما كان كذلك، سيذهب مع الريح، التي ستطير بقوة إعصار فائقة في كل مكان في وقت واحد».

أوضح إلسبيرج أن المدن الواقعة على السواحل ستُمحى بفعل موجات تسونامي الضخمة الناجمة عن الضربة الأمريكية. ومن المفارقات أن نهاية العالم التي أطلقها مشروع «ريترو» ستكون سيئة مثل أي شيء يمكن أن تفعله الأسلحة النووية الحرارية بكوكبنا.

وكشف عالم فيزياء لاحقاً تحدث إليه إلسبيرج، أنه حتى 1000 صاروخ سيكون أقل بكثير من أن يوقف دوران الأرض، موضحاً أن حشد قوة دفع كافية لإيقاف دوران الأرض مؤقتًا، قد يؤدي ذلك إلى تمزيق سطح الكوكب.

ويؤكد علماء الجيولوجيا، أنه إذا توقفت الأرض عن الدوران، سيكون نتيجة ذلك تمزق كل جسم على الأرض بعيدًا عن السطح، وسوف تهطل الصخور والأشياء والأشخاص وتنهار جميع المباني.

وكشف إلسبيرج، إن التقديرات للخسائر الناجمة عن ضربة نووية أمريكية في عام 1961 بأكثر من 500 مليون وفاة.

وأضاف: «تقديرات هيئة الأركان المشتركة لتأثيرات تنفيذ خطط الضربة الأولى، في ظل مجموعة متنوعة من الظروف، تنبأت بقتل أكثر من نصف مليار إنسان بأسلحتنا الخاصة في غضون أشهر. مع وفاة معظمهم في يوم أو يومين».

وهاجم إلسبيرج مسؤولي البنتاغون آنذاك، بسبب اعتمادهم الخطة التي اعتبرها جزءاً من سيناريو حربي نووي، وصفه ب «جنون مطلق».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yevuxcbt

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"