عادي

إسرائيل غاضبة بعد قرار دول أوروبية الاعتراف بدولة فلسطين

23:28 مساء
قراءة 3 دقائق
القدس - أ ف ب
عبّرت إسرائيل، الأربعاء، عن غضبها الشديد، بعد قرار ثلاث دول أوروبية الاعتراف بدولة فلسطين في خضم الحرب الدامية التي تشنها على قطاع غزة منذ أكثر من سبعة أشهر.
وتبدو إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة احتمالاً غير أكيد، بسبب رفض إسرائيل هذا الأمر، وبسبب الاستيطان اليهودي الذي يقطع أوصال الأراضي التي يريد الفلسطينيون إقامتها عليها. لكن قرار الاعتراف الذي أعلنته إسبانيا وأيرلندا والنرويج، يعتبر انتصاراً دبلوماسياً مهماً للقادة الفلسطينيين، في إطار مساعيهم لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي.
وفي الوقت نفسه، يشكل نكسة جديدة لإسرائيل، بعدما طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، إصدار مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، بتهمة ارتكاب «جرائم ضد الإنسانية» مفترضة، وكذلك بحق قادة «حماس».
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، عند إعلانه استدعاء سفراء إسبانيا وأيرلندا والنرويج، واستدعاء سفراء إسرائيل في هذه الدول للتشاور «لن تلزم اسرائيل الصمت حيال هذه المسألة».
«مكافأة للإرهاب»
وقال نتنياهو، وهو من أشد معارضي فكرة إقامة دولة فلسطينية تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل، إن الاعتراف بدولة فلسطين «يشكل مكافأة للإرهاب»، مضيفاً «لهذا الشر، لا يمكننا إعطاء دولة».
وكانت الدول الأوروبية الثلاث أعلنت قرارها في أوج الحرب الإسرائيلية على غزة والتي فتكت بـ 35709 أشخاص معظمهم مدنيون، بينهم 62 في الساعات الـ24 الماضية، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس، الأربعاء.
«كلام فارغ»
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس «بعد أن ارتكبت حماس أكبر مذبحة بحق اليهود منذ المحرقة، وبعد ارتكاب أفظع الجرائم الجنسية التي عرفها العالم، عمدت هذه الدول إلى مكافأة حماس والاعتراف بدولة فلسطينية».
في المقابل، سارع الفلسطينيون إلى الترحيب بالخطوة.
وقال أمين سرّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، عبر حسابه على منصة «إكس»: إنها «لحظات تاريخية ينتصر فيها العالم الحرّ للحقّ والعدل بعد عقود طويلة من الكفاح الوطني الفلسطيني، والمعاناة، والألم، والاحتلال، والعنصرية، والقتل، والبطش، والتنكيل، والتدمير الذي تعرّض له شعب فلسطين».
ورأت حماس في ذلك «خطوة مهمة على طريق تثبيت حقنا في أرضنا، وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس». ودعت «الدول حول العالم إلى الاعتراف بحقوقنا الوطنية المشروعة، ودعم نضال شعبنا الفلسطيني في التحرر والاستقلال، وإنهاء الاحتلال لأرضنا».
ولكن في رفح في جنوب قطاع غزة، قال أحمد زياد (35 عاماً): «تعوّدنا على التصريحات، كله كلام فارغ إذا لم تعترف بها أمريكا وبقية الدول الأوروبية صاحبة اليد العليا والمتحكمة في العالم». وأضاف: «يجب أن نرى تطبيق هذا الكلام على أرض الواقع، وإلا فلا فائدة».
أما إسماعيل حسونة (46 عاماً)، فرأى أنها «خطوة رائعة من ضمير عالمي كان في سُبات كبير لقضية عمرها أكثر من 77 عاماً».
وأعلن البيت الأبيض، الأربعاء، أن الرئيس جو بايدن يعارض «الاعتراف أحادي الجانب» بدولة فلسطين. وقالت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي، ادريان واتسون، إن بايدن «يعتقد أن إقامة دولة فلسطينية يجب أن يتحقق من خلال مفاوضات مباشرة بين الطرفين، وليس من خلال اعتراف أحادي الجانب».
كما حث البيت الأبيض إسرائيل على عدم حجب الأموال المخصصة للسلطة الفلسطينية، رداً على قرار ثلاث دول أوروبية الاعتراف بدولة فلسطين.
وأعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الأربعاء، أنه «أخذ علماً» بقرار أسبانيا، وأيرلندا، الاعتراف بدولة فلسطين، معرباً عن رغبته في العمل من أجل «موقف مشترك» للاتحاد.
«غارات على جباليا ورفح»
وفي غزة تواصل القصف الإسرائيلي والمعارك بين جنود وفصائل مسلحة فلسطينية. وشنّ الجيش الإسرائيلي ضربات جوية، الأربعاء، في قطاع غزة لا سيما في رفح، في الجنوب، وجباليا وحي الزيتون ومدينة غزة، في الشمال.
وأشار الجيش الإسرائيلي في بيان، إلى «غارات محددة الهدف على مواقع عسكرية لحماس في جباليا»، وتدمير آو مصادرة العديد من الأسلحة بينها «صواريخ وأحزمة ناسفة وقنابل وذخائر».
وتواصل القوات الإسرائيلية عملياتها الميدانية في رفح، حيث قال الجيش إنه يريد القضاء على آخر كتائب حماس المتحصنة في رفح، وعلى شبكة الأنفاق التي تستخدمها، وإنقاذ الرهائن.
«مستويات كارثية من الجوع»
ومنذ سيطرت إسرائيل في السابع من مايو/ أيار على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي مع مصر، توقّف تسليم المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، بخاصة الوقود الضروري للمستشفيات والخدمات اللوجستية الإنسانية.
وقالت الأمم المتحدة إن «1.1 مليون شخص يواجهون مستويات كارثية من الجوع، وتبقى غزة على شفير المجاعة».
وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الثلاثاء، تعليق توزيع المواد الغذائية في رفح بسبب «نقص الإمدادات وانعدام الأمن».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/7jxfxucr

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"