عادي

مستقبل النظام العالمي الجديد.. أسئلة حائرة

23:25 مساء
قراءة دقيقتين

ينطلق كتاب «مستقبل النظام العالمي الجديد.. دور المنظمات الدولية» لمجموعة من المؤلفين من تحليل الفترة الانتقالية التي نعيشها اليوم، منذ نهاية الحرب الباردة، والتي وسمها البعض بعصر نهاية التاريخ، ذلك العصر الذي تم الترويج له بأنه حقبة من النصر الشامل للقوى الديمقراطية والرأسمالية والسلمية والعلاقات المتناغمة بين الدول. المشهد الأبرز في هذا العصر هو ظهور الولايات المتحدة دولة مهيمنة على السياسات الدولية.

الهيمنة الأمريكية في ما يعرف بعصر القطب الأوحد لم تمنع من بقاء أوجاع العالم دون دواء، فالمقابر الجماعية لا تزال تطل برأسها القبيح في إفريقيا وأوروبا، والنزاعات الإقليمية حجر عثرة أمام الجهود المتعاونة في آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا، ولا يزال الإرهاب الدولي يضرب معظم أقاليم العالم، وزادت حدة التباين في الثروة وتوزيع الدخول سواء داخل القطر الواحد أو بين الدول وبعضها البعض.

جنبات المشهد السابق تضاء بصور جانبية تبدو فيها العولمة ماضية بخطى متسارعة، وإن كانت بمعدلات متفاوتة من إقليم لآخر، والتغير المناخي ينذر بكوارث مستقبلية، والموارد الطبيعية خاصة المياه والنفط، تبدو تنتظر مصير الندرة المشؤوم، فضلاً عن ارتفاع تكاليف إنتاج الطاقة والغذاء، وظهر أن علاقات دول الشمال والجنوب التي تطورت في ظل اتفاقية الجات ومنظمة التجارة العالمية وصلت إلى مرحلة التجمد والكساد.

يوضح الكتاب أنه بعد عقود من سقوط جدار برلين تبددت أوهام صانعي السياسات العالمية من أن سقوط الاتحاد السوفييتي ونهاية الحرب الباردة سيطرح شفاء لكل أمراض العالم، فلسوء الحظ لا تزال مشكلات حقبة ما بعد الشيوعية قائمة، كما لو كان العالم ما قبل سقوط جدار برلين لا يزال حياً.

من بلد لآخر تناقل الإعلام مقولات الإدارة الأمريكية المبشرة باستقبال حقبة جديدة، ومع ذلك لا تزال عشرات الأسئلة حائرة بلا إجابة مقنعة، تساؤلات على شاكلة ما طبيعة النظام العالمي الجيد؟ وما مدى اختلافه عن النظام السابق؟ وما التغيير الذي سيتمخض عنه في مجالات العلاقات الدولية؟

على مدار العقود السابقة تصدى عديد من مراكز الأبحاث في العالم لمحاولة الإجابة عن هذه التساؤلات، وطرحت سيناريوهات كان أبرزها المراهنة على عودة القطب الروسي، ليوازن اختلال كفتي الميزان.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/34j3jczr

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"