عادي
تحت رعاية سلطان

«الشارقة» تكرّم قامات ثقافية مغربية في الدار البيضاء

12:30 مساء
قراءة 6 دقائق
1

الدار البيضاء: «الخليج»

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، كرّمت دائرة الثقافة في الشارقة 4 أدباء مغاربة، هم: الكاتب والروائي مبارك ربيع، والكاتبة والروائية خناتة بنونة، والكاتب المترجم سعيد بنكراد، والشاعرة أمينة المريني، وذلك ضمن الدورة الثامنة عشرة من ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي، الذي أقيم بالتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل في المملكة المغربية.

ويأتي الملتقى تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، بتكريم قامات أدبية أسهمت في خدمة الثقافة العربية، ومن الجدير ذكره أن الملتقى يحلّ للمرة الثالثة في المغرب.

أقيم حفل التكريم بالمركز الثقافي في وسط مدينة الدار البيضاء، بحضور عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ومحمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة، ولطيفة مفتقر مديرة الكتاب في وزارة الثقافة المغربية مديرة المكتبة الوطنية، وكنزة الشرايبي رئيسة مقاطعة «سيدي بليوط»، ومحمد الرميثي ممثل سفارة الإمارات لدى المغرب، وسعيد العلوي مدير المركب الثقافي، وأهالي المكرميّن، وعدد كبير من المثقفين والأدباء والأكاديميين المغاربة.

أدار فقرات الحفل الشاعر المغربي مُخلص الصغير مدير دار الشعر في تطوان، مشيراً في البداية إلى الأهمية التي يشكّلها الملتقى في الوطن العربي بوصفه تظاهرة ثقافية تسعى للاهتمام بالكتاب العرب، مؤكداً أنه ليس مجرد احتفاء وسخاء فقط، بل هو لحظة تدعونا للعودة مجدداً إلى كتابات وإبداعات الشخصية المكرمة والتأمل فيها من جديد.

وقال عبد الله العويس في بداية كلمته إن البهجة والسعادة تتجدد بتجدّد اللقاءات الأخوية، وتتعزّز أواصر المحبة عندما يتوّجها التواصل العربي والتعاون المشترك، مشيراً إلى أن هذا ما تجسّده عمق العلاقات التاريخية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية، في ظل قيادة رشيدة تؤمن بأهمية استمرار التواصل العربي في كافة المجالات.

وأضاف العويس: «ها نحن اليوم نمثّل نموذجاً لهذه المبادئ من خلال ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي الذي يهدف إلى تكريم الشخصيات الثقافية التي أثرت الساحة العربية المعاصرة بالإبداع في مـجال الآداب بحقولها المتنوعة، وبعد أن تنقّل الملتقى بين أقطار الوطن العربي، نعود اليوم للمرة الثالثة لتكريم كوكبة جديدة من الأدباء المغاربة الذين أخلصوا لإبداعهم وأفاضوا بجميل عطائهم ونتاجهم الأدبي المتنوّع».

ونقل رئيس دائرة الثقافية تهنئة صاحب السمو حاكم الشارقة للمكرمين، قائلاً: «أتشرّف في هذا المقام بأن أنقل إلى المكرمين تهنئة صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على هذا التكريم تقديراً لجهودهم وعطاءاتهم المخلصة، كما أتشرّف بأن أنقل إليكم جميعاً تحيات سموّه وتمنياته لكم النجاح والتوفيق».

كما أعرب عن شكره للتعاون الرسمي المغربي بقوله: «كما يسعدني في هذه المناسبة أن أتقدّم بجزيل الشكر والتقدير إلى محمد المهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل وإلى أعضاده في الوزارة على تعاونهم المثمر لتنظيم هذا الحفل الرفيع».

  • «ترسيخ واعتراف»

ونيابة عن محمد المهدي بن سعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل في المملكة المغربية، ألقت لطيفة مفتقر، مديرة المكتبة الوطنية، كلمة الوزارة، حيث رحّبت في بدايتها بالحضور، قائلة: «أتشرف بالحضور معكم، نيابة عن محمد المهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل في هذا الملتقى الثقافي المهم، ويسعدني أن أرحب بالأشقاء من إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، متمنياً لهم مقاماً طيباً بيننا».

وأضافت: «نسعد اليوم باستضافة ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي في دورته الثامنة عشرة، والذي تنظمه دائرة الثقافة بحكومة الشارقة، في دولة الإمارات العربية المتحدة، ضمن علاقات الشراكة والتعاون التي تجمع بلدينا الشقيقين، ويأتي ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي الذي يقام في مختلف العواصم العربية، برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ليشكل موعداً عربياً متجدداً، للاحتفاء بالمثقفات والمثقفين العرب، ولحظة تقدير لما أسدوه من عطاء وتنوير ومعارف وإبداعات، وما راكموه من مشاريع علمية ومعرفية وإنتاجات إبداعية على مدى تاريخهم الثقافي الحافل».

وتابعت مديرة المكتبة الوطنية: «من هنا، يمثل هذا الملتقى الذي نرحب بتنظيمه للمرة الثالثة في المملكة المغربية تقليداً يُرَسِّخُ لثقافة التكريم من أجل الوقوف امتنانا وعرفانا أمام جيل الرواد المؤسسين، كما يأتي اختيار مدينة الدار البيضاء لاحتضان هذا الملتقى استحضاراً لريادة هذه المدينة في مجال الصناعات الثقافية على المستويين العربي والإفريقي. وهي المدينة التي كانت ولا تزال حاضرة كبرى للمعرفة والثقافة والفنون عبر التاريخ».

وهنّأ وزير الثقافة والشباب والتواصل المغربي، في ختام الكلمة، المكرمين في الملتقى، قائلاً: «في هذا المقام الاحتفالي البهيج، نُهنئ المكرمين في هذه الدورة. كما نجدد تقديرنا وشكرنا لدائرة الثقافة في الشارقة على إنجاح هذا الملتقى البهيج، والحق أن تكريم أربعة من أعلام وعلامات الثقافة المغربية في هذا اليوم هو تكريم للثقافة المغربية، وتكريم لمدينة الدار البيضاء وللساهرين على مجدها المعاصر وإشعاعها العالمي الباهر».

  • «رافعة ثقافية»

أثنى المكرمون على جهود صاحب السمو حاكم الشارقة في خدمة الثقافة على المستويين العربي والعالمي، مؤكدين أن الشارقة رافعة ثقافية عربية، معتبرين أن الملتقى تجاوز مفهوم التكريم بمعناه المادي، ليصبح تكريماً معنوياً واحتضاناً فعلياً وعملياً للأدباء وللمبدعين من كافة الدول العربية، ودافعاً كبيراً نحو إنجاز المزيد من الأعمال الأدبية.

وقال مبارك ربيع: «يشرفني أن أحظى بهذه اللحظة التكريمية الثقافية المتميزة على أكثر من مستوى، والغنية بالدلالات والإشارات، باعتبارها مشتركة جامعة بين مسؤولي المؤسسة الثقافية في بلدين شقيقين، من جناحي الوطني العربي مشرقه ومغربه، وإن الشارقة، وهي السباقة في بناء نهضتها على أسس معرفية ثقافية من روح العصر وآفاق تطوره، مجسدة ذلك ومتقدمة نحو العالمية باعتبار الثقافة رافعة أساسية من روافع التنمية، لتجد نفسها في الآن ذاته وهي تسير على هذا النهج وفية لروحها الثقافية الأصيلة».

وجدّد ربيع اعتزازه بهذه اللحظة التكريمية، معتبراً أن دلالاتها تتجاوز الحيز الزماني والمكاني والبشري لتلامس عوالم ومشاعر كل المثقفين مغرباً ومشرقاً باتجاه ما «نصبو إليه من تعزيز وحدتنا الثقافية العربية»، مزجياً عميق الشكر إلى صاحب السمو حاكم الشارقة ودائرة الثقافة في الشارقة لترسيخ الرافعة الثقافية بكل مستوياتها في مجتمعاتنا العربية.

من جانبه، قال سعيد بنكراد: «لهذا التكريم عندي مكانة خاصة، لأنني لم أبحث عنه ولم أسع إليه، وسررت به كثيراً، فالذين كرّموني لا يعرفون عني إلا ما كتبت وما أحاول كتابته، إنهم يلتقطون كل ما يمكن أن يدل عليه في المشهد الثقافي العربي، وهذا ما يجعل دور دائرة الثقافة في الشارقة مميزاً».

وأضاف بنكراد: «عندما يأتي التكريم من جهات لا تبحث عن شيء عدا الاحتفاء بالمبدعين والذين يكتبون داخل اللغة العربية وضمن ثقافتها، فإن الأمر يتخذ أبعاداً أخرى، وهذا يعني أني لم أُنْسَ، وأن هناك من يسمعني، لكي يجعلني حاضراً في ذاكرة قراء لا أعرفهم، وهذا منتهى الغبطة، وقد يكون من مزايا التكريم أنه لا يعلن عن نهاية، بل يدشن بداية جديدة».

من جهتها، أبرزت أمينة المريني (شاعرة لقبت بخنساء المغرب من مدينة فاس) أن التكريم موقف كبير خاصة أنه يكرّمني إلى جانب أسماء وازنة في الثقافية العربية والمغربية، وقالت: «أعتبر أن التكريم قوة داعمة للمُكرَّم، وهو صفة بالنسبة للمُكرِّم تضرب في أعماق النبل، ذلك أنك حفزته لكي يصعد ذلك الجبل الذي يبدو صعباً».

وأعربت عن شكرها للشارقة، قائلة: «شكراً للأيادي البيضاء التي تأتي من الشارقة لتنير كل ربع من ربوع الوطن العربي، وتجعل للقلم راية، وللأدب شجرة وارفة الظلال، شكراً لكل المخلصين والصادقين الذين ما زالوا يؤمنون بأن زمن الكلمة لم ينته، وبأن الكتابة تبقى نافحة البشرية بعطرها».

واعتبرت خناتة بنونة (تعد أول روائية مغربية) أن التكريم يشكل حافزاً مهماً للمبدعين والكتّاب العرب، معبّرة في الوقت نفسه عن سعادتها بالتكريم الذي «يأتي من إمارة الثقافة العربية: الشارقة، التي يسعى مشروعها الثقافي والإنساني والحضاري إلى كل ما هو ضارب في أعماق الوجدان العربي»، مقدمة شكرها الجزيل للشارقة وحاكمها.

  • «شهادات التقدير»

في ختام الحفل سلّم عبد الله العويس ومحمد القصير، يرافقهما مديرة المكتبة الوطنية، ورئيسة مقاطعة سيدي بليوط، المكرمين الأربعة شهادات تقديرية، ممهورة بتوقيع صاحب السمو حاكم الشارقة، تقديراً لجهودهم الأدبية والفكرية في الساحة الثقافية العربية.

  • «إصدارات الدائرة»

صاحب حفل التكريم معرض شمل عدداً من إصدارات دائرة الثقافة في الشارقة، وكان من بينها: مجلة الشارقة الثقافية، ومجلة الرافد، ومجلة القوافي، ومجلة المسرح، وحظي الحضور باقتناء المجلات، حيث اطلعوا على عناوين ثقافية تنوّعت بين المحلي الإماراتي، والعربي، والعالمي.

  • «موسيقى الختام»

كما صاحب حفل الختام وصلة موسيقية وغنائية قدّمها الطفل الفنان سامي الشرايطي، رفقة فرقة دار الطرب بمدينة الدار البيضاء، حيث قدم روائع وخالدات الشعر الغنائي العربي.

  • «علامة فارقة»

يشكّل ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي علامة فارقة في الساحة الثقافية العربية، ويسجّل حضوراً ثقافياً بارزاً بعد 18 دورة عرفت تجوالاً متواصلاً بين عواصم ومدن عربية، وحظي بهذا التكريم المعنوي والمادي عشرات الكتّاب العرب الذين ساهموا في إثراء المكتبة العربية بنتاج إبداعي كبير.

تقوم فكرة التكريم على تقدير الكتّاب والمفكرين والنقّاد والمبدعين العرب، وهي فكرة استحقاق ثقافي أيضاً هم جديرون به، ويتجاوز الملتقى كونه تكريماً معنوياً ومادياً، فبعض الكتّاب يرى فيه التزاماً لتقديم الأفضل خلال السنوات المقبلة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4k2eu4tv

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"