توقعت شركات تأمين أن ترتفع أسعار التأمين خلال الفترة المقبلة، لتراوح بين 10 و30%، نتيجة الخسائر التي تكبدتها الشركات، بعد منخفض (الهدير) الذي تعرضت له الدولة قبل أسابيع.
وأوضحت أن الخسائر غير المتوقعة، التي لحقت بالشركات نتيجة إصلاح أعداد كبيرة من المركبات المتضررة حتمت على الشركات تعويض خسائرها، من خلال رفع أسعار التأمين وحتى الحد الأقصى الذي حدده المصرف المركزي.
قال عاملون في شركات تأمين إن الطلب على التأمين الشامل، ارتفع بشكل ملحوظ، خلال الفترة الماضية، نتيجة الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمركبات المؤمنة ضد الغير، والتي تعرض أصحابها لخسائر فادحة أدت إلى (شطب) مركبتهم بعدما غمرتها مياه الأمطار.
- ارتفاع طبيعي
يقول جورج الأشقر مستشار مجلس الإدارة لشركة «فيدلتي لخدمات التأمين» وسطاء تأمين: «من الطبيعي أن ترتفع أسعار التأمين، خلال الفترة المقبلة، نتيجة الخسائر غير المتوقعة التي تكبدتها الشركات بعد المنخفض الأخير»، متوقعاً أن ترتفع الأسعار لتراوح بين 10 و20%، حسب كل شركة والخسائر التي تعرضت لها. وأضاف الأشقر: «لم تصل شركات التأمين إلى الحد الأقصى الذي وضعه المصرف المركزي لها، والذي انخفض بشكل كبير وبنسبة 50% خلال فترة الجائحة، وبعدها بدأت الشركات ترفع أسعارها تدريجياً للوصول إلى الأسعار الطبيعية بعيداً عن الخسائر التي طالت الشركات».
وأوضح أن الطلب على التأمين الشامل ارتفع مؤخراً، بينما تضع الشركات شروطاً قبل تأمين المركبات بهذا النوع، وتشمل ألا يكون عمر المركبة أكثر من 10 سنوات، وألا تكون متضررة كثيراً من حوادث سابقة، وأن تكون وقت التأمين سليمة وخالية من العيوب.
وكشف الأشقر الذي يعمل في المجال منذ عقدين أن سيارات الصالون كانت الأكثر تعرضاً للغرق خلال منخفض الهدير.
- تصحيح الأسعار
وأكد فراس كبوش، مدير قسم تأمين المركبات بشركة ميثاق للتأمين التكافلي، أن بعض الشركات قامت بتصحيح أسعار تأمين المركبات ضد الفقد والتلف بشكل خاص، وذلك لتكبدها خسائر جراء منخفض الهدير الأخير، وحتى تتمكن هذه الشركات من إعادة تقييم الأخطار المشابهة في حال تأثرت المنطقة بمنخفض آخر خلال السنوات المقبلة.
وقال كبوش: «نتوقع أن تقوم الشركات المتضررة بتصحيح الأسعار، ريثما تنتهي من إحصاء قيمة الأضرار التي لحقت بها، نتجت عن المنخفض لتتمكن من وضع الأسعار المناسبة لهذه الأخطار».
وتوقع أن ترتفع الأسعار بنسبة 30% إلى 35% على أقل تقدير، وقد يكون ذلك تدريجياً خلال الشهرين المقبلين على أبعد تقدير. وأوضح مارك باشاياني، مدير العمليات التنفيذي بشركة «BuyAnyInsurance»، أن أسعار التأمين سوف ترتفع تدريجياً خلال الأشهر المقبلة بعد الخسائر القياسية التي لحقت بالشركات، والتي نجمت عن المنخفض الأخير قبل أسابيع. وأشار إلى أن السعر يختلف من شركة إلى أخرى، وحسب الخسائر التي تتكبدها كل شركة، خاصة أن هناك شركات لحقتها خسائر غير متوقعة وقياسية سوف تجعلها ترفع الأسعار بشكل يغطي تلك الخسائر.
ولفت إلى أن متوسط ارتفاع الأسعار سوف يراوح بين 10 و20%، حتى تغطي الشركات التي تعرضت لها، متوقعاً أن تلتزم الشركات وتعود إلى الأسعار الملزمة من المصرف المركزي، من دون خصومات.
وكان عبدالعزيز الغرير، رئيس مجلس إدارة اتّحاد مصارف الإمارات، قال في تصريح سابق ل«الخليج»، إنه يتوقع أن ترتفع أسعار التأمين في الفترة المقلبة، نتيجة الخسائر التي تتكبدها الشركات جراء المنخفض.
