لم يأت قرار حظر استخدام الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد من فراغ على مستوى دولة الإمارات، فقد تبنت الدولة هذا الأمر وبدأت في تنفيذ إجراءات تكفل في النهاية القضاء على استخدام هذا النوع من الأكياس لما تسببه من أضرار كبيرة، وبالتالي الحد من التلوث البيئي الناجم عن استخدامها من قبل أناس لا يعي أكثرهم مخاطرها.
دولة الإمارات قادت الجهود العالمية خلال مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (كوب 28)، وأبرمت اتفاقات وإعلانات مهمة توجت بتوقيع «اتفاق الإمارات التاريخي»، وحشدت جهود 198 دولة، وحققت توافقاً بين الدول الأطراف من أجل مستقبل العمل المناخي والحفاظ على البشرية وكوكب الأرض، وهذا الاهتمام بالمستقبل المناخي متواصل، وكان آخرها منح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عدداً من المسؤولين الدوليين «وسام زايد الثاني» من الطبقة الأولى، تقديراً لإسهاماتهم في إنجاح مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغيّر المناخ «COP28» الذي استضافته دولة الإمارات.
بلدية دبي حددت 1 يونيو 2024، موعداً لحظر دبي هذا النوع من الأكياس، بهدف تبني سلوك مستدام من خلال استخدام الأكياس القماشية أو الورقية، حفاظاً على بيئة أكثر استدامة للأجيال الحالية والقادمة، حيث حظرت الأكياس ذات سماكة 57 ميكرومتراً وأقل وتشمل البلاستيكية، والورقية، والمصنوعة من مواد نباتية قابلة للتحلل، والأكياس القابلة للتحلل، لأنها تشكل تهديداً مباشراً على كثير من النظم البيئية وحتى على الإنسان نفسه، واستثنت الأكياس ذات سماكة 58 ميكرومتراً وأكثر، وأكياس الفواكه اللحوم والأسماك والخبز والقمامة.
هذا الحظر يعتبر خطوة مهمة نحو تعزيز الوعي بالمشكلات البيئية المتعلقة بالبلاستيك وتشجيع استخدام البدائل الصديقة للبيئة، مثل الأكياس القابلة لإعادة الاستخدام أو الأكياس المصنوعة من مواد قابلة للتحلل، على المدى الطويل، يمكن أن يؤدي هذا الإجراء إلى تقليل كميات النفايات البلاستيكية التي تتراكم في البيئة وتقليل التأثير السلبي في الحياة البرية والبيئة بشكل عام، كذلك البدء بخطوات نحو وقف استنزاف الموارد الطبيعية، لأن إنتاج الأكياس البلاستيكية يتطلب استخدام موارد طبيعية غير متجددة، ما يسهم في الاستنزاف البيئي، كما يتطلب جمعها وتصريفها كلفاً مالية وجهوداً بشرية للتعامل معها بطريقة صحيحة.
لذا فإن التحول نحو استخدام الأكياس القابلة لإعادة الاستخدام أو الأكياس المصنوعة من مواد قابلة للتحلل يعد خطوة مهمة نحو الحفاظ على البيئة والتخفيف من آثار النفايات البلاستيكية، وهي الجهود التي تمضي بها دولة الإمارات بدعم وتوجيهات القيادة الرشيدة قدماً وبخطوات مدروسة حفاظاً على البيئة.
