عادي
خبراء يدعون لتأسيس برامج وتخصصات تواكب التطورات

6 مسؤوليات للجامعات لسد فجوة التعلم وديناميكيات سوق العمل

01:29 صباحا
قراءة 3 دقائق
  • العتابي: تطوير المناهج الدراسية والأكاديمية
  • عطاطرة: تعدد المسارات في التخصص الواحد
  • الجنابي: التحولات مدفوعة بالتكنولوجيا الحديثة

دبي- محمد إبراهيم:

كشف خبراء وأكاديميون وعمداء كليات، أن هناك 6 مسؤوليات تقع على عاتق مؤسسات التعليم العالي لسد الفجوة بين التعلم الأكاديمي ومخرجاته، والمتطلبات الديناميكية لسوق العمل.

وقالوا ل«الخليج» إن الجامعات تلعب دوراً محورياً في هذا الشأن، وتمتد مسؤولياتها إلى ما هو أبعد من التعليم التقليدي، لتشمل استحداث برامج وتخصصات جديدة لتحاكي تطلعات وطموحات الطلبة، وتلبي الاحتياجات المتطورة للصناعات، إذ إن هذا التركيز المزدوج يشكل ضرورة ملحة في الوقت الراهن لإعداد خريجين ذوي كفاءات تتناسب والمهن الجديدة.

  • مسؤوليات الجامعات

في تفنيده لمسؤوليات الجامعات في هذا الشأن، أكد البروفيسور مشتاق العتابى، عميد ورئيس مجلس إدارة جامعة هيريوت وات، أن إحدى المسؤوليات الأساسية التي تقع على عاتق الجامعات تلك التي تختص بالمراقبة والمتابعة لسوق العمل والتكيف مع المتغيرات، في ظل التقدم السريع في التكنولوجيا والتحولات في الأولويات الاقتصادية، كما أن التحديات العالمية الناشئة تتطلب نهجاً سريع الاستجابة لتطوير المناهج الدراسية والبرامج الأكاديمية، وهنا يتعين على الجامعات أن تنخرط في حوار منتظم وتعاون مستمر مع رواد الصناعة، وإجراء أبحاث السوق وتحليل اتجاهات التوظيف لتحديد المهارات المطلوبة.

وتكمن المسؤولية الثانية، في الموازنة بين الدراسة الأكاديمية وتعزيز المهارات العملية، وهنا يجب على الجامعات الحفاظ على الجودة وتوفير النشاطات التي تساعد على صقل المهارات الشخصية والخبرات العملية، مع مراعاة تنمية التفكير النقدي وقدرات حل المشكلات.

  • التعلم التجريبي

شدد مشتاق العتابى، على أهمية دمج فرص التعلم التجريبي والبرامج التعاونية والشراكات الصناعية في المناهج الدراسية، إذ إن هذه التجارب تسمح للطلاب بتطبيق المعرفة النظرية في بيئات العالم الحقيقي، واكتساب رؤى قيمة في المجالات التي اختاروها، وبناء شبكات مهنية.

وأكد أن الجامعات تتحمل مسؤولية الاعتراف بالتطلعات المتنوعة لطلابها ورعايتها، إذ إن الرحلة التعليمية لكل طالب تتشكل بالاهتمامات الشخصية والأهداف المهنية والمواهب الفردية، ولن تلبي الجامعات طموحات الطلبة إلا بمجموعة واسعة من البرامج والتخصصات، فضلاً عن التقييم المستمر وتعزيز البرامج الحالية، ولفت إلى أن معرفة ردود أفعال الطلاب والخريجين لفهم تجاربهم ونتائجهم، يسهم في عملية التطوير والتحديث.

  • التعلم مدى الحياة

شدد مشتاق العتابى، على أهمية تعزيز مفهوم التعلم مدى الحياة، إذ إن التعليم التقليدي الموزع على عدة مراحل لا يواكب سرعة تطور سوق العمل، وهنا تمتد مسؤولية الجامعات إلى زرع مفهوم التعلم مدى الحياة لدى الطلبة ودعم الخريجين طوال حياتهم المهنية، ويمكن للجامعات تقديم برامج التعليم المستمر ودورات التطوير المهني ومنصات التعلم عبر الإنترنت التي توفر فرصاً تعليمية مرنة.

وأفاد بأن الجامعات يقع على عاتقها تعزيز الابتكار وريادة الأعمال، ومن خلال خلق بيئة تشجع الإبداع والتفكير النقدي والمخاطرة، فالجامعات قادرة على تمكين الطلاب وتزويدهم بالمهارات اللازمة ليصبحوا رواد أعمال وقادة الغد.

وقال إنه لم يتحقق ذلك إلا بإنشاء مختبرات الابتكار، وحاضنات الشركات الناشئة، ودورات ريادة الأعمال، فضلاً عن التعاون بين الجامعات ورواد الصناعة لتطوير الأبحاث والتقنيات التي تدفع النمو الاقتصادي وتعالج التحديات المجتمعية.

وأخيراً أكد بروفيسور مشتاق العتابى، أن المسؤولية السادسة التي تتحملها الجامعات تلك التي تحاكي أهمية مساعدة الخريجين على اكتشاف هدفهم وإحداث تأثير إيجابي في العالم.

  • تعدد المسارات

أكد الدكتور نور الدين عطاطرة، المدير المفوض لجامعة العين للعلوم والتكنولوجيا، أهمية المرونة في مؤسسات التعليم العالي، لتعدد المسارات في التخصص الواحد، بمعني توفير التخصص الفرعي والأساسي والدقيق، كأن يدرس طالب الفيزياء المحاسبة كتخصص فرعي، وإدارة الأعمال يدرسها طالب علم النفس للغرض نفسه.

وأكد أن عملية التوظيف في الوقت الراهن، تحكمها معايير وعوامل مختلفة وفقاً للمتغيرات والتطورات، أبرزها توفر الوظائف ووجودها الفعلي، والعرض والطلب، ومخصصات الوظائف، وتفضيلات صاحب العمل، موضحاً أن التوظيف مسألة تفوق بكثير موضوع المخرجات التعليمية.

  • تحولات كبيرة

من جانبه يرى الدكتور أحمد خميس الجنابي، أستاذ الإعلام التطبيقي في كليات التقنية العليا، أن سوق العمل شهد تحولات كبيرة مدفوعة بالتقدم التكنولوجي والعولمة والأولويات الاقتصادية المتغيرة، وأن الأتمتة والذكاء الاصطناعي أعادت تشكيل العديد من الصناعات والقطاعات، ما أدى إلى زيادة الطلب على المتخصصين البارعين في التكنولوجيا في مجالات مثل علوم البيانات، والأمن السيبراني، والتسويق الرقمي.

ولفت إلى أهمية التركيز على صقل المهارات الشخصية، مع ظهور أدوار جديدة وتطور الأدوار الحالية لتلبية متطلبات عالم سريع التغير، وأكد أن الجامعات على عاتقها مسؤولية إعداد جيل جديد مستعد لتخطي التحديات الناجمة عن هذا التحول والعمل على سد فجوة المهارات التي طالما عانتها المؤسسات عبر جميع القطاعات والصناعات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/47apsea6

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"