مسقط – راشد النعيمي
دشّن المتحف الوطني العماني بالتعاون مع دار الآثار الإسلامية بدولة الكويت الشقيقة، الخميس، معرضاً بعنوان «زينة: بهاء سلاطين الهند» لإبراز ثراء الحضارة الإسلامية الهندية وعرض جمالياتها يضم أكثر من 130 قطعة فنية فريدة ومميزة من مجموعة مقتنيات الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح -رحمه الله-، والشيخة حصة صباح السالم الصباح من دولة الكويت الشقيقة، وتتمثل في الأحجار الكريمة المنحوتة، والأسلحة، والمجوهرات الفاخرة التي تم تشكيلها وجمعها في الفترة ما بين منتصف السبعينيات حتى الوقت الحاضر، وتعد من أكبر المجموعات تميزاً للفن القديم والإسلامي في العالم.
تمثل زيارة المعرض فرصة للاطلاع على أبرز المقتنيات التي تميزت بها البلاطات الملكية الهندية عبر التاريخ، وتُبيّن التطورات والتقنيات الفنية المبتكرة التي تفردت بها الفنون والحرف الهندية على مر العصور.
وتعزيزاً لقيم التواصل الحضاري والثقافي بين سلطنة عُمان ودولة الكويت، بُذلت الجهود وسُخِّرت الإمكانات من قبل الجانبين الثقافيين وتبلور هذا الجهد بافتتاح المتحف الوطني أول معرض فني إسلامي من نوعه في سلطنة عُمان، بالتعاون مع دار الآثار الإسلامية بدولة الكويت وهي دار فنية عريقة تعنى بالترويج للفنون الإسلامية النادرة.
وتتضمن المجموعة المشاركة في المعرض، حجراً كريماً يحمل أقدم وأكبر نقش باسم الحاكم التيموري «أولوغ بيك»، حفيد أمير تيمور «تيمورلنك»، وتمّ نقشه قبل وفاته في عام (1449م)، وقلادة من حجر اليَشم باسم الإمبراطور المغولي «شاه جهان» تعود إلى الفترة (1637 و1638م)، وخاتم رماية باسم الإمبراطور خلال الفترة (1651 -1652م). كما تتضمن مجموعة متعددة من الخناجر والسكاكين والسيوف مرصعة بالجواهر الثمينة كالألماس والأحجار الكريمة تعكس بهاء الحضارة الإسلامية الهندية وتقدُّم صناعة السيوف والخناجر في تلك الفترة.
ويحتوي المعرض على خاتم رماية تميز بنقش البسملة وأسماء الله الحسنى، ودرع مرصع بالجواهر، وقباب وحليات مزخرفة للدرع، بالإضافة إلى صولجان احتفالي، ومقبض عصا مرصع بالجواهر، ومجموعة من الآنية المنزلية المزينة منحوتة فنياً،كما تميَّزت الزينة النسائية في المجموعة بالأشكال والتصاميم الفريدة مرصعة بالألماس والأحجار الكريمة ذات الألوان الزاهية، إلى جانب العديد من المقتنيات التي تعكس التناغم بين الفنون وحياة القصور في شبه القارة الهندية.
يذكر أن دار الآثار الإسلامية هي مؤسسة ثقافية كويتية تأسست في (23 فبراير 1983م)، وتضم مجموعة فنية كويتية خاصة، يمتلكها الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح وزوجته الشيخة حصة صباح السالم الصباح المشرف العام على دار الآثار الإسلامية، تمت إعارتها بصفة دائمة إلى دولة الكويت، تحت رعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. وتحتفظ المجموعة بكل سمات الفن الإسلامي، وتضم ما يربو على (30.000) تحفة تنتمي إلى عالم يمتد من الصين حتى بلاد الأندلس، وتُؤرَّخ في فترات زمنية تتراوح بين القرنين الأول والثالث عشر الهجري (السابع والتاسع عشر الميلادي). وتضم الدار مكتبة متخصصة تحتوي على كتب نادرة تعود إلى القرن التاسع عشر الميلادي، كما تعمل على إصدار الكتب التي تنشر الدراسات المتعلقة بالفن والحضارة الإسلامية.