الخليج - وكالات
استيقظت مدينة ساوثبورت البريطانية على حادثة مروعة قتل فيها طفلان، وجرح آخرون خلال حضورهم حفلاً غنائياً، في واقعة لم تربطها السلطات بدوافع إرهابية، إذ تأتي في سياق هجمات «إرهاب السكاكين» التي شهدتها مدن عدة في الآونة الأخيرة، ما جعل مواجهة القضية على صدارة أجندة الحكومة البريطانية، والأحزاب السياسية.
وأكدت الشرطة البريطانية، أنها أوقفت شاباً يبلغ 17 عاماً للاشتباه في ارتكابه الهجوم الوحشي الأخير، خلال حضور الأطفال حفلاً للمغنية الأمريكية تايلور سويفت، وأنها تجري تحقيقاتها للوقوف على ملابسات الحادثة التي نددت بها السلطات.
مدارس مستنفرة
وتسبب تكرار حوادث طعن الأطفال في حالة استنفار في مدارس بريطانية، إذ كشفت تقرير لصحيفة «الإندبندنت» مؤخراً، وقوع 4 هجمات أسبوعياً على الأطفال أو المعلمين.
وبحسب الصحيفة، فإن عدداً من النشطاء وأسر الضحايا في البلاد اتهموا الأحزاب السياسية في بريطانيا بالصمت حيال هجمات السكاكين، مع غياب تسليط الضوء على تلك الجرائم، وكيفية معالجتها في نقاشات السياسيين.
وكشفت الشرطة البريطانية، تلقيها 174 بلاغاً عن هجمات باستخدام أدوات حادة خلال فترة الفصل الدراسي الثاني العام الماضي، في إنجلترا وويلز.
هجوم بالقوس والنشاب
وشهد الشهر الجاري أيضاً جريمة مروعة، قتلت فيها أسرة معلقاً رياضياً في إذاعة بي.بي.سي باستخدام القوس والنشاب في مدينة بوشي، نجحت الشرطة بعد عملية بحث استمرت 24 ساعة في العثور علي القاتل مصاباً في مقبرة على بعد نحو اثنين وعشرين كيلومتراً من موقع الجريمة.
الشرطة أكدت آنذاك أن الجريمة كانت متعمدة، وأن القاتل كان على صلة بإحدى الضحايا، وأنها لا تعتقد بوجود شركاء له.
وقبل أيام، وثقت كاميرات المراقبة في مدينة جيلينجهام البريطانية تعرض ضابط للطعن بالسكين حوالي 12 مرة، على يد مجهول يرتدي قناع تزلج، ويرتدي سترة ناسا مستقلاً دراجة نارية. ولم تعلن الشرطة أن الحادث عمل إرهابي، قائلة إنها تستكشف احتمال أن يكون له صلة بالصحة العقلية.
إدانة أصغر قاتلين
وشهدت مدينة أنفيلد في السابع من مايو/أيار الماضي، مقتل خمسيني طعناً، وإصابة فتى في الـ 16 من العمر بإصابات ليست خطرة، وأوضحت السلطات، أن الجاني كان شاباً عمره 21 عاماً، وعلى صلة بالضحايا، وجرى اعتقاله، بعد التأكد من عدم وجود شركاء له، فيما لا تزال التحقيقات مستمرة.
وشهد يونيو/ حزيران الماضي، إدانة محكمة بريطانية، صبيين يبلغان 12 عاماً بقتل شاب في الـ19 بساطور، ليصبحا بذلك أصغر شخصين يُدانان بارتكاب جريمة قتل في بريطانيا منذ أكثر من 30 عاماً.
ويعود تاريخ الجريمة إلى 13 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، عندما قتل الصبيان الشاب شون سيساهاي (19 عاماً) بساطور، فيما كان مع أصدقائه في حديقة عامة بمدينة ولفرهامبتون. وبعد محاكمة استمرت شهراً في محكمة نوتنغهام، قررت هيئة المحلفين، إدانة الصبيين اللذين أنكرا الوقائع وحاول كل منهما خلال المحاكمة إلقاء المسؤولية على الآخر.
هجوم بالسيف
وفي إبريل/ نيسان الماضي اهتزت منطقة هينو اللندنية، على وقع جريمة مروعة بعدما قتل فتى يبلغ من العمر 13 عاماً، بعدما هاجمه رجل يحمل سيفاً، خلال استهدافه عدداً من الأفراد ورجال الشرطة في هجوم عشوائي. الشرطة أكدت آنذاك، أن المهاجم استخدم سيارة لاقتحام منزل، ثم ترجل لطعن المارة، مبينة أنها لا تبحث عن أي شخص آخر له علاقة بالحادث الذي لن تشير لصلته بالإرهاب.
وكان لمقتل فتاة في الخامسة عشرة طعناً خلال توجهها إلى المدرسة في لندن في سبتمبر/ أيلول الماضي وقع مدوٍّ في المجتمع البريطاني. ومن المقرر أن يحاكم في نوفمبر المقبل المتهم بقتلها، وهو مراهق يبلغ 17 عاماً.
تزايد عنف السكاكين
وتشهد المملكة المتحدة زيادة في أعمال العنف بالسكاكين (هجمات على أشخاص، وعمليات سطو، وما إلى ذلك) التي غالباً ما يتورط فيها شباب. وزادت هذه الاعتداءات في 2023 بنسبة 7% عما كانت عليه عام 2022 لتبلغ نحو 50 ألفاً، وتضاعفت تقريباً خلال عشر سنوات، وفقاً لمكتب الإحصاء الوطني.
ولمواجهة تكرار حوادث الطعن، اقترح مشرعون بريطانيون، إيقاف إجراءات الإفراج المبكر عن مئات من المدانين بارتكاب الحوادث الإرهابية، عقب سلسلة هجمات ارتكبها أشخاص كانت السلطات أفرجت عنهم بعد مرور نصف مدة العقوبة المقررة لهم.