أسماء محمد حسّوني *
أُعَدّ من المحظوظين الذين كبروا وتربّوا في مراكز ومدارس وجامعات الشارقة، فمن طفلة في مركز مغيدر لأطفال الشارقة، إلى خريجة ماجستير، وأعمل على رسالة الدكتوراه الآن من جامعة الشارقة، بمنحة كاملة من الأب الحاني، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة. ولأن قدر الله بخيره كان الحظ حليفي حين تشرفت بالعمل في منظومة المؤسسات المجتمعية التي تترأسها قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة.
مسيرة حياة اختصرتها في سطور، ولكن أثرها لا يوصف ولا يُختصر، مسيرتي المتواضعة هي انعكاس حقيقي وواقع ملموس لخطة سامية في مشروع الشارقة المستثمر في الإنسان ليكون العائد ربحاً لا يُعدّ ولا يُحصى من العطاء والأثر الإيجابي في المجتمع.
فكم من طفلٍ ويافعٍ فرحنا بإنجازاتهم وعلمنا أنهم من مدرسة إمارة الشارقة!!.. وكم من موظفٍ ساهم بتغييرٍ نوعيٍ في الإمارة الباسمة، لأنه اكتسب خصال قادته!!.. العديد من الأمثلة، ولكن اسمحوا لي أن أحكي لكم عن مثال شهدته شخصياً، مثال علمني بأن القيادة بالإنسانية قبل أن تكون بأي شكل من الأشكال.
هذه القيادة التي على مرّ أكثر من عقد شهدتها، وأنصت لها، وعشتها، وطبقتها، كانت من أمّ الشارقة وجوهرتها الناصعة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي. لا يكاد يمرّ اجتماع، أو يدشن افتتاح، أو يعقد لقاء سريع إلا وتحدثتْ معنا كأمٍّ وأخت كبرى. أمّ قلبها يسع العالم، تسأل عن تفاصيل التفاصيل، تتحدث من القلب للقلب ويرضخ العقل، لم أشهدْ لسموّها لقاءً مرّ من دون أن تسأل عن حال الجميع، نعم الجميع من دون تحديد، ولا ينتهي اللقاء إلا بتوصياتها السامية الإنسانية.
هل نجد قائداً يطلب من فريقه أن يحرص على عدم ترك أي طفل يراه وحيداً، بل ينتظره ويطمئن لحين وصول والديه؟ هل نجد قائداً لا يسأل كم الربح المادي بل يضاعف المادة لتوعية وصون المجتمع؟ هل نجد قائداً يحزن ويحمل هماً لأطفال العالم غير أطفاله؟ هكذا سموّها، لم تقد أبداً إلا بالإنسانية حتى أصبح هذا منهجاً لفريق عملها، لأننا مؤمنون ومدركون بأهمية الرسالة التي نحملها.
رسالتي لجميع القادة، اجعلوا من العالم مكاناً أكثر أمناً واستقراراً، ولتكن الإنسانية بوصلتكم في القيادة كما تعلّمناها من القلب الكبير، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، حفظها الله.