أين التقنيات الحديثة؟

00:27 صباحا
قراءة دقيقتين

شيماء المرزوقي

يقول البعض إن التطور التقني الهائل والواضح، كان مركزاً على جوانب محددة مثل الاتصالات، وإن هذه التقنيات الحديثة أسهمت في قفزات مدوية وواضحة في مجال الاتصالات، ونحوها من المجالات، خاصة تلك الإدارية، حيث أسهمت التقنيات في اختصار الكثير من المعاملات والإجراءات، وإن تلك التقنيات متواضعة في مجالات حيوية ومهمة للإنسان، مثل الصحة، وابتكار حلول وعلاجات لأمراض كثيرة ما زالت تؤذي الكثير من المرضى وتسبب الوفيات.
والحال نفسها نجدها في بعض مجالات الهندسة، وأيضاً في الفضاء وسبر أغوار المستقبل. كذلك التقنيات الحديثة لم تسهم في حلول لمشكلات التصحر ولا التغير المناخي، ولم تقدم حلولاً واضحة في مجال الطاقة، وكل ما يحدث هو تطورات تعودت عليها البشرية، في الاختراع مثل عمليات ابتكار متتالية تستهدف ذلك الاختراع، لكن لا يمكن أن نقول بأن هناك اختراقات مدوية، ولا كشوفات غير مسبوقة، وكل شيء يحدث في أوانه أو في تسلسله الطبيعي، دون حدوث مفاجآت غير مسبوقة كان لها أثر في حياة البشرية.
نعم هناك تحولات يشهدها العالم، لكنها تحولات في قطاعات مثل النقل، الاتصالات، العلوم الإدارية، المحاسبة، ونحوها، وهي قطاعات مهمة دون شك، لكن أين تلك التحولات الجسيمة في الرعاية الصحية، تحديداً، التي بواسطتها يتم إيجاد علاج لأورام السرطان، أو أمراض الرئة، أو أمراض القلب، بل حتى مرض مثل السكري أين العلاج الناجح الذي يقضي عليه، ويوقفه، لا يوجد، بل إن فيروساً مثل «كورونا»، تمكن في غضون شهور من إيقاف العالم برمته على قدم وساق، وما زالت الذاكرة تحمل ذكريات تلك المدة.
هذا ليس إحباطاً أو تقليلاً من جهود العلماء والمبتكرين، والباحثين والدارسين، ولا هي لحظة تقليل من الجهود البشرية غير المسبوقة، إطلاقاً، لكنها لحظة توضح أننا في أمسّ الحاجة لنوظف تلك التقنيات فعلاً في مجالات مهمة نحتاج إليها وهي تتقاطع مع الحياة والموت لآلاف الأشخاص في مختلف أرجاء العالم.
التقنيات الحديثة طورت العمل الطبي والصحي، نعم، وأسهمت في وجود تطبيقات وبرامج ذكية، أتاحت للمرضى التواصل مع الأطباء ومتابعة حالاتهم، وهناك تقنيات كثيرة في مجال الرعاية الطبية والصحية، لكن هناك أسئلة مثل: أين العلاجات؟ أين الأدوية،؟ أين الأمصال التي تشفي وتقضي على الأورام، وأمراض الكبد، وتجعل جسم الإنسان يقبل أي عضو يتم التبرع به ويزرع فيه دون احتمالات الرفض؟
الإجابة: لا شيء.
[email protected]
www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3caumpsf

عن الكاتب

مؤلفة وكاتبة وناشرة، قدمت لمكتبة الطفل عدة قصص، وفي أدب الكبار أنجزت عدة روايات وقصص قصيرة، ونصوص نثرية. حازت على عدة جوائز أدبية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"