مبادرة مرتقبة

01:49 صباحا
قراءة دقيقتين

تُثبت الإمارات مجدداً ريادتها في استشراف المستقبل وابتكار الحلول والمعالجات، بمبادرات مميزة تعزز موقعها كواحدة من الدول الأكثر تطوراً في مجالات الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي.
توجه الإمارات لتوسيع استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ليس مجرد «إعلان عابر»، لوزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، عمر سلطان العلماء، بل خطوة نوعية تجسد رؤية الدولة الطموحة للاستثمار في التقنيات الحديثة، وتحقيق التنمية المستدامة.
نعتقد أن المبادرة المرتقبة التي تأتي بتوجيهات من سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، تحقق نقلة نوعية في استخدام الذكاء الاصطناعي على مستوى الدولة، وتشكل خطوة جادة، لتمكين المجتمع بمختلف فئاته من استيعاب واستثمار إمكانات هذه التقنيات.
ولكن لماذا الذكاء الاصطناعي والتوسع في استخداماته الآن؟ وما السبب وراء رصد الميزانيات لدعم مبادراته؟ وإلى أي مدى تسهم تقنياته في تطوير القطاعات كافة؟ وكيف سيكون مستقبل الخدمات عند توظيفها بالشكل الصحيح؟
نعتقد أن رصد الميزانيات اللازمة لمبادرات توظيف الذكاء الاصطناعي وتعميق دوره في المجتمع، يجسد أبهى صور التزام القيادة بتوفير الموارد اللازمة لتنفيذ مشاريع طموحة تدفع بعجلة الاقتصاد الرقمي، وتطوير المهارات الوطنية في المجالات التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالذكاء الاصطناعي.
وإذا نظرنا للذكاء الاصطناعي، نجد أنه لم يعد مجرد تقنية متقدمة تُستخدم في مجالات محدودة، بل أصبح عنصراً أساسياً في تطوير الاقتصادات وتعزيز جودة الحياة، وهنا أدركت الإمارات أهمية دمج هذه التقنيات في قطاعاتها كافة، لتحقيق أهدافها الاستراتيجية؛ لتكون نموذجاً في الابتكار بين الدول الكبرى.
هل تعلم أن الذكاء الاصطناعي، لديه قدرات وممكنات تعزز الكفاءة والإنتاجية في القطاعات كافة، وتفتح آفاقاً جديدة للاستثمارات في التقنيات المتقدمة، وهل تعلم أن المبادرة الجديدة، تأخذنا لمسارات نوعية مبتكرة تعزز التعليم والتدريب في الدولة، وتنشر ثقافة التعلم بين فئات المجتمع، وتبني أجيالاً قادرة على قيادة عصر التحول الرقمي.
استخدام الذكاء الاصطناعي في الخدمات الحكومية يسهم بشكل كبير في تحسين تجربة المتعاملين، وتعزيز كفاءة العمليات، وهنا تشكل هذه المبادرة فرصة فريدة للإمارات، لترسيخ ريادتها في هذا المجال وجعلها مركزاً عالمياً للابتكار والتكنولوجيا.
في الواقع، تُظهر هذه المبادرة طموحاً كبيراً، لكنها تواجه تحديات تستوجب المعالجة، أبرزها تعزيز التوعية المجتمعية بأهمية الذكاء الاصطناعي، وتوفير برامج تدريبية لتأهيل كوادر وطنية قادرة على قيادته، إلى جانب وضع إطار تنظيمي يضمن استخدامه بشكل أخلاقي ومسؤول.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc8m6sts

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"