حليف يدفعنا نحو الازدهار

00:25 صباحا
قراءة دقيقتين

لقد أصبح التغيير أمراً لا مفر منه في عالمنا اليوم، حيث يتقدم التطور التقني وتتغير أنماط الحياة وتنتشر الفرص، مما يجعلنا غالباً نحتمي بمناطق الراحة آملين في تجنب المخاطرة ومواجهة المجهول الذي يبدو للكثير من الناس غير مريح. ومع ذلك، يكمن النمو الحقيقي والتطور الشخصي في قدرتنا على التكيف مع المستجدات واحتضان التحولات التي تفرضها الحياة.
التغيير ليس مجرد انتقال من حالة إلى أخرى، بل هو عملية شاملة تعيد تشكيل أفكارنا ومعتقداتنا وحتى هويتنا، فهو القوة الدافعة التي تفتح أمامنا آفاقاً جديدة وتدفعنا لتحدي الحدود التي رسمناها لأنفسنا. وفي هذا السياق، تتألق مقولة الكاتبة الشهيرة إليف شافاق: «لا يمكنني تغيير اتجاه الريح، لكن في إمكاني أن أكيف أشرعتي حتى أصل دوماً إلى غايتي». تعكس هذه العبارة روح المرونة والإصرار، فهي تؤكد على أن التحكم في الظروف الخارجية قد يكون بعيد المنال، لكن لدينا القدرة على تعديل سلوكنا واستراتيجيتنا لتحقيق أهدافنا.
إنها دعوة لاعتبار التغيير أمراً إيجابياً، وإن سر الإصرار يكمن في قدرتنا على إعادة توجيه مسار حياتنا بدلاً من الاستسلام للمحن. عند مواجهة التغيير نشعر أحياناً بالخوف أو القلق من المجهول، لكن هذا المجهول يحمل في طياته فرصاً غير متوقعة وتجارب تثري حياتنا وتمنحنا فرصة لإعادة تقييم مساراتنا وتصحيح أخطائنا واستقبال تجارب جديدة.
كما أشار الرئيس الأمريكي الأسبق جون كينيدي قائلاً: «التغيير هو قانون الحياة. ومن ينظر فقط إلى الماضي أو الحاضر سيفتقد المستقبل»، إذ يسلط هذا القول الضوء على ضرورة النظر إلى التغيير كجزء أساسي من مسيرة الحياة لا يمكن تجاهله، وأن من يدرك قيمته سيتمكن من استثمار كل لحظة لتطوير ذاته وتحقيق النجاح.
إن التطور الشخصي لا يحدث في مناطق الراحة، فعندما نتحدى أنفسنا ونتبنى التغيير نكتشف قدراتنا الحقيقية ونوسع آفاقنا، وقد يكون التغيير صعباً في بداياته وصعباً وسط رحلته، لكنه في نهايته يجلب لنا جمال التجربة وشعور الإنجاز.
علينا أن نتذكر أن التغيير ليس عدواً تجب مقاومته، بل هو حليف يدفعنا نحو الازدهار والتجدد، ويمنحنا الفرصة لنبني مستقبلاً أكثر إشراقاً.
[email protected]
www.shaimaalmarzooqi.com

عن الكاتب

مؤلفة وكاتبة وناشرة، قدمت لمكتبة الطفل عدة قصص، وفي أدب الكبار أنجزت عدة روايات وقصص قصيرة، ونصوص نثرية. حازت على عدة جوائز أدبية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"