كثيرة هي الأزمات التي نسمع عنها ونعيش تفاصيلها على صفحات «السوشيال ميديا» وتتناقلها الصحف، علماً أنها شخصية وعائلية وليس من المفروض أن يكون للجمهور ولا للصحافة علاقة بها، لكنها ضريبة الشهرة وتحديداً نتحدث هنا عن الفنانين وافتقادهم للخصوصية في جوانب كثيرة من حياتهم رغم محاولاتهم الابتعاد فيها عن الأضواء كي لا تكون مشاعاً لكل الناس ويجدون أنفسهم مادة دسمة للقيل والقال، ومن هؤلاء الفنان الراحل محمود عبد العزيز الذي اختار الهدوء والابتعاد عن ضجيج وضوضاء الحياة والمناسبات في سنواته الأخيرة، فهل يستحق أن تلوك سيرته الشخصية كل الألسنة اليوم وبعد 9 سنوات من رحيله من أجل حفنة من الأموال والميراث؟
لا يعنينا مِن حقِّ مَن ما تركه الفنان الكبير مِن ميراث ولا يعنينا كيف يتم تقسيم التركة، إن ما يعنينا أن تعود سيرته على ألسنة الناس ويتصدر الترند على السوشيال ميديا بسبب نزاع وصل إلى القضاء يسعى من خلاله محمد وكريم محمود عبد العزيز إلى إثبات طلاق والدهما من الإعلامية بوسي شلبي منذ سنوات بعيدة، وأنها لم تكن برفقته طوال تلك المدة التي رأيناها فيها بجانبه وملازمة له في كل المهرجانات والمناسبات إلا كمديرة لأعماله حتى في أوقات مرضه! فهل يأتي من وراء إثبات هذا الأمر سوى التشهير بسمعة الفنان الذي أحبه الملايين من الناس في العالم العربي وما زالوا يذكرونه بكل الخير ويترحمون عليه؟ وهل نرى من ذلك التشهير سوى الإساءة المباشرة لاسم الفنان ولاسمي محمد وكريم وقد رأينا فيهما صورة جميلة عن والدهما وأنهما ورثا عنه الموهبة والسمعة الطيبة؟
يبدو أن الموهبة الفنية لا يراها البعض كافية كموروث يستطيع الأبناء الاستفادة منه والبناء عليه لخلق مسيرة فنية جديدة وسمعة طيبة لابن أو ابنة أي فنان أو فنانة، ويبدو أن البعض لا يعتمدها هيكلاً متيناً يمكنه البناء عليه واستكماله وتطويره وتخليده بأفضل الطرق وأجملها وكلما ذكر الجمهور الابن ترحم على الأب الذي ترك لابنه كنزاً ثميناً لا يقتصر على الموهبة وعلى محبة الجمهور الثمينة، بل تشمل أيضاً الأخلاق وحسن التعامل والتصرف والحفاظ على السمعة الطيبة أمام الرأي العام.
نتذكر وفور متابعتنا لهذه الصراعات التي تقلل من شأن فنان عاش كبيراً، موقفاً عفوياً رأيناه بعد انتهاء العروض الدرامية في رمضان، حيث وقف الفنان أحمد السعدني متوجهاً إلى الفنان كمال أبورية ليفسح له مكانه في وسط حلقة لقاء جمعت أبطال ومؤلفة ومخرج مسلسل «لام شمسية» وجلس أحمد مع الأبطال الثانويين رغم أنه بطل رئيسي وأبورية ضيف شرف في المسلسل، موقف جعل كل من كان على المنصة وأمامها وكل الجمهور والصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي يترحمون على الفنان الكبير صلاح السعدني الذي ترك لابنه الموهبة والسيرة العطرة وزرع فيه القيم والأخلاق والاحترام للنفس وللآخرين.
[email protected]
مقالات أخرى للكاتب




قد يعجبك ايضا







