شراكة المستقبل

إعلان صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، خلال استقباله الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في قصر الوطن في أبوظبي، تخطيط دولة الإمارات لاستثمار 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة الأمريكية خلال السنوات العشر المقبلة، يصب في خانة تعزيز شراكة البلدين الصديقين الاستراتيجية، من أجل بناء مستقبل أفضل للبشرية جمعاء، وهو ما تناوله سموّه بقوله: «هناك شراكة قوية بين الإمارات والولايات المتحدة من أجل التنمية. وأخذت هذه الشراكة، دفعة نوعية وغير مسبوقة، خصوصاً في مجالات الاقتصاد الجديد والطاقة والتكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي والصناعة».
الخطة الاستثمارية الإماراتية الواعدة في الولايات المتحدة، ستركز على مجالات الطاقة والتكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي والصناعة بكافة أنواعها، وهي من القطاعات الحديثة التي تهتم بها الدول في هذه الأيام، لضمان تقدمها النوعي، وتأتي انسجاماً مع أسس علاقات البلدين القائمة على التعاون الاستراتيجي، والمصالح المشتركة، والاحترام المتبادل، والتي تم بناؤها منذ أكثر من 5 عقود من الزمان، هي عمر دولة الإمارات العربية المتحدة.
زيارة الرئيس الأمريكي للدولة، كانت مثمرة وعادت بالفائدة على البلدين، ومن أهم ما تم الإعلان عنه تدشين صاحب السموّ رئيس الدولة،حفظه الله، ودونالد ترامب، للمرحلة الأولى من مجمع الذكاء الاصطناعي الإماراتي - الأمريكي بسعة 5 جيجاوات في أبوظبي، حيث ذكر سموّ الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب حاكم إمارة أبوظبي مستشار الأمن الوطني، أن التعاون الإماراتي- الأمريكي نموذج عالمي للشراكات الاستراتيجية، وكتب سموّه عبر حسابه في «إكس»: «التدشين يجسد رؤية الإمارات لمستقبل مستدام يضع التقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي في خدمة التنمية والإنسان والبيئة التي يعيش فيها».
وتمثل الشراكة بين الإمارات والولايات المتحدة، مثالاً يحتذى في العلاقات بين الدول التي تقوم على المصالح المشتركة والرؤية المستقبلية، وهو ما تحدث عنه سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، بقوله: «نستثمر في الولايات المتحدة منذ عقود، لكننا الآن نخطو خطوةً أبعد»، وذلك تعليقاً على خطط الدولة لاستثمار 1.4 تريليون دولار، لذا أكد سموّه دور الإمارات المتنامي في بناء الرخاء العالمي.
زيارة الدولة التاريخية للرئيس الأمريكي للإمارات جسدت عمق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، حيث استقبلته بكل ترحاب، وودعته بكل ترحاب، وأكدت الزيارة التزام البلدين بتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بما يخدم مصالحهما المشتركة، ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.

[email protected]