أعلى الرتب للمعلم

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

خلال ترؤس صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لأول اجتماعات مجلس الشارقة للتعليم العالي والبحث العلمي، الذي أنشأه حديثاً في الإمارة برئاسته، تناول سموه أسباب وفلسفة المجلس الجديد، حيث عرج سموه على موضوع حيوي على الدوام حاضر في باله ويتعلق بالتربية والتعليم، وركز سموه على محورية التربية وتقدمها على التعليم، باعتبارها الركن الأساس في بناء شخصية النشء والطالب.
صاحب السمو حاكم الشارقة، من أبرز القادة الذين أولوا التعليم والمعلم اهتماماً بالغاً، وذلك إيماناً منه بأن النهضة الحقيقية تبدأ من بناء الإنسان، وأن المعلم هو حجر الأساس في هذا البناء، لذا ذكر سموه أن المعلم يستحق أعلى الرتب، لما يقدمه لبناء أجيال صالحة، تسهم في نهضة الوطن، لذا كرّس سموه حياته في سبيل الارتقاء بالعلم والمعرفة والثقافة، وجعل من الإمارة منارة ثقافية وتعليمية على مستوى العالم العربي والإسلامي.
الشارقة تمتلك رؤية تربوية شاملة رسمها سموه منذ توليه الحكم في الإمارة عام 1972، ومنح سموه التعليم أولوية قصوى، لم يقتصر اهتمامه على بناء المدارس والكليات والجامعات، بل شمل جودة التعليم، والبيئة التعليمية، وركز سموه على ضرورة إيلاء المعلم ما يستحقه من تقدير معنوي ومادي، وهو ما تناوله في الكثير من الأحاديث الصحفية والخطابات، لما يحمله المعلم من رسالة عظيمة في تنشئة الأجيال، لذا
أطلق سموه عدداً من المبادرات والمشروعات لدعمهم ومنها تحسين رواتبهم وظروف عملهم، وإنشاء أكاديميات لتدريبهم، ودعم البحث العلمي والتطوير المهني، وأشركهم في تطوير منظومة التعليم، ودائماً ما شدد على أن «المعلم هو القائد الحقيقي لبناء الأمم».
والعلاقة بين حاكم الشارقة والمعلم ليست علاقة إدارية أو رسمية فقط، فهو صاحب السمو الحاكم والأستاذ الجامعي، حيث قدم محاضرات في فترة من الفترات في جامعة الشارقة، لذا فإنه يقدرهم ويكن لهم الاحترام والتقدير، فالمعلم في نظر سموه صانع مستقبل الأخيال، ويستحق كل دعم وتكريم من قبل الجهات المختصة، وبفضل هذه الرؤية السديدة، أصبحت الشارقة نموذجاً عربياً وعالمياً يُحتذى به في دعم التعليم وتمكين المعلمين.
انطلاقاً من هذا الاهتمام الكبير جاء إطلاق مجلس الشارقة للتعليم العالي والبحث العلمي الذي أنشئ خصيصاً لمساعدة الجامعات والأكاديميات في الإمارة لمواصلة مسيرة تميز التعليم العالي، التي انطلقت منذ العام 1997، مع إنشاء جامعتي الشارقة والأمريكية في الشارقة، وتلاهما إنشاء العديد من الكليات والمؤسسات الأكاديمية التي تحتضنها المدينة الجامعية في الشارقة، ولا تزال المسيرة مستمرة في تقديم مختلف أنواع التخصصات وأفضل العلوم لطلبتها وفق أحدث المناهج التعليمية والتربوية العالمية.

[email protected]

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"