مهرجان الفجيرة للمسرح المدرسي

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

أعطت هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام المسرح المدرسي اهتماماً خاصاً في برامجها وأنشطتها الفنية والأدبية. وفي إطار الرؤية الثقافية للهيئة، انطلق مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما في عام 2003، وقبل هذه المنصات المسرحية المتخصصة، ظهر مسرح دبا الفجيرة في الفترة الثقافية الحيوية التي ظهرت فيها فرق وجمعيات المسرح المحلي في الثمانينات والتسعينات، وهي المكوّنات الإدارية والفنية التي جعلت من فن المسرح وثقافته الجمالية في الإمارات في طليعة المسارح العربية.
المسرح في الفجيرة ثقافة مبكرة، وسوف تظهر تكوينات فنية أخرى تساعد على نمو هذه الثقافة وتعميمها، بل تعميقها في المجتمع الإماراتي مثل مهرجان الفجيرة الدولي للفنون، وأكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة، ومدينة الفجيرة للإبداع، وقرية الفجيرة التراثية، وكلّها بالطبع روافع وحوافز للفنون بعامة، والمسرح بشكل خاص.
هذه مقدمة تفرض نفسها بوصفها كلمة حق للأداء المسرحي الإماراتي الذي ترعاه هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، ولهذه المقدمة مناسبة حديثة، إذ تنطلق اليوم الدورة الثالثة عشرة لمهرجان الفجيرة للمسرح المدرسي، هذا المسرح التخصصي الذي يتكامل في رسالته الثقافية النبيلة مع المسارح الإماراتية بكل عناصرها الريادية القديمة والشابة بخبرات إماراتية وعربية تحب المسرح أولاً، وتثق بثقافته الجمالية الرفيعة.
يكشف المسرح المدرسي عن المواهب الأولى في فن التمثيل الذي يستهوي عادة الكائن الإنساني منذ طفولته، وأوّل هذا الهوى فن المحاكاة والتقليد الذي يجيده الطفل، وبه ينشط خياله الفطري الأولي، الأمر الذي يعرفه جيداً متخصصو المسرح من مؤلفين، ومخرجين، ومدربين مهنيين.
تقول لنا هذه الحقائق المسرحية، إن خشبة المدرسة يمكن أن تتحول إلى خشبة احترافية ذات يوم، وذلك، بالتدريب والثقافة والحب، حب المسرح أولاً، حب التمثيل في حد ذاته والذي هو الأساس في التكوين المسرحي لأي عنصر مبدع.
مهرجان المسرح المدرسي في دورته الجديدة تنظمه هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم على مسرح جمعية دبا الفجيرة للثقافة والفنون والمسرح، بمعنى أن الوزارة والجمعية شريكان عمليان في صناعة مسرح أولي تأسيسي يبدأ من عناصر بيضاء، إن جازت العبارة، والمقصود أنها عناصر مدرسية لا تحمل ثقافة احترافية، ولا تحمل مصطلحات ومفاهيم نظرية مسبقة، ولكنها تحمل الحلم والأمل، أما الثقافة والنظريات والمفاهيم، فإنها معرفة لاحقة يكتسبها الطفل أو الفتى أو الشاب بالتدريج، ويراكمها في عقله وفي جسده أيضاً، جسد الممثل الذي هو بدء التكوين المسرحي، وصولاً إلى حلم متخصّصي المسرح بأن يصل العنصر المسرحي المدرسي إلى الاحتراف على خشبة «أبي الفنون».

[email protected]

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"