المعجم التاريخي للغة العربية.. إنجاز خالد بقيادة سلطان الثقافة

01:21 صباحا
قراءة دقيقتين

في زمن تتسارع فيه التحولات وتضعف فيه أولويات المشاريع الثقافية لدى كثير من الدول، تواصل الشارقة بقيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أداء دورها الريادي في حماية اللغة والهوية. ففي حفل رسمي أقيم بمقر منظمة اليونسكو في باريس، تسلّم سموه تكريماً خاصاً بمناسبة إدراج المعجم التاريخي للغة العربية ضمن مكتبة اليونسكو، بحضور شخصيات دولية رفيعة المستوى وتحت شعار «اللغة العربية: جسر بين التراث والمعرفة».
وخلال الحفل، عبّر سموه عن عمق المعنى الإنساني لهذا المشروع قائلاً: «حين نحتفي اليوم بالمعجم التاريخي للغة العربية فإنما نكرّم بهذا الاحتفاء عنصراً من عناصر هذا التنوع البشري العظيم»، مضيفاً: «إن احتفاءنا بهذا العمل في رحاب اليونسكو، هو رسالة واضحة مفادها أن الثقافة لا تعرف الحدود، وأن الجهد العربي حين يتحقق بإخلاص وبروح جماعية يحظى إنجازه بالتقدير».
المعجم، الذي تتبّع تطور مفردات اللغة العربية منذ فجر التاريخ وحتى العصر الحديث، يُعد من أضخم المشاريع العلمية في العالم العربي. وقد كان لصاحب السمو الدور المحوري في إطلاقه ورعايته ومتابعته علمياً، حيث سخّر له الموارد والطاقات، وجعل منه مشروعاً حضارياً يخدم الأجيال القادمة.
وفي وقت يشهد فيه العالم تراجعاً في الاهتمام بالمشاريع اللغوية والثقافية، تُثبت الإمارات والشارقة أنهما في المقدمة دوماً، لا في حفظ الإرث فقط، بل في تصديره إلى المستقبل بأجمل وأكمل صورة.
إن إدراج المعجم في اليونسكو لا يمثّل إنجازاً علمياً فقط، بل هو رسالة حضارية من العالم العربي إلى الإنسانية، بأن لغتنا ما زالت تنبض بالحياة والمعرفة.
شكراً لوالدنا سلطان الثقافة، الذي لم يحمِ فقط ماضي اللغة، بل وضع لها أساساً راسخاً للمستقبل، وأكد أن الاستثمار الحقيقي يبدأ من الكلمة.

عن الكاتب

المدير العام لوكالة أنباء الإمارات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"