حافظ شيرازي ووالت ويتمان

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

وُلد حافظ شيرازي قبل والت ويتمان بأكثر من 700 عام، وولد ويتمان بعد أمريكا بنحو 150عاماً، ولا مقارنة ولا مقاربة بين الشاعرين.
شيرازي صوفي، غزلي، يطلق عليه لسان الغيب، وويتمان شاعر الجنود، وشاعر العشب والأدغال والمصانع في الولايات المتحدة.
هذه مساجلة شعرية مفترضة بين الشاعرين:
•شيرازي: يا وردة.. أما جاز لك غرور جمالك أن تسائلي هذا العندليب الغارق في حبك.
اللطف، يوقع بمدمني النظر، وتعجز الشباك عن اصطياد الطائر الحذر.
ويتمان: أرني الهوية المشكلة من ثمان وثلاثين ولاية شاسعة سامية، والأكثر منها مما سيأتي، أرى قلاعاً على الشطآن، أرى سفناً تدخل وتخرج، ثم فوق كل شيء عَلمي الثلاثي الصغير والطويل وقد اتخذ شكل سيف، يخفق في الأعالي معلناً الحرب..
شيرازي: إنْ هيمنت تلك التركية الشيرازية على قلبي، فمن أجل خالها الأسود سأهبها سمرقند وبخارى. أسعفني أيها الساقي بما تبقى من «الماء»، يا للأسى، ثمة، حوريّات مرحات، طيّبات يؤججن المدينة. سلبن قلبي الصبر. ويتمان: أعشقك كثيراً أيها العلم الذي يقود النهار بنجوم مجلوبة من الليل. بلا ثمن، هدفاً للعيون فوق الجميع، أيتها الراية والعَلَم الثلاثي لا أرى سواك يا علم الحرب الثلاثي.
شيرازي: لقد أخرج الحب زليخة من حجاب العصمة حينما أبصرت جمال يوسف الباهر إن كنت تمدحني بالشتيمة، وأدعو باللعنة عليك فذلك أن الجواب المرّ يرشح من شفة الشوك. ويتمان: لقد عشت لأرى الإنسان ينفجر وأمريكا الحربية تنهض، ومن الآن لن أبحث عن طعام البراري الشمالية المعزولة، ولا تجوال بعد الآن في الجبال ولا إبحار بعد العواصف..
شيرازي: لا بدّ من أن أسدي لك نصيحة ورثتها من شيخ الطريقة. لا تسل عن زمن قويم في عالم رخو البناء، إذ لهذه الدنيا العجوز سبعة آلاف غريم. لا تغتم يا صاح واعتبر بنصيحتي كي تغمرك لطائف ودّي ومحبتي. اقتنع بالهبة وحلّ العقدة من جبينك واعلم أن لا عهد ولا وفاء للوردة الباسمة..
ويتمان: إنني أغنّي وأحتفل بكل ما ينتمي إليك (يقصد واشنطن)، لكن، كفى سلاماً بعد الآن. في السلام غنّيت السلام. لكن طبول الحرب هي طبولي، فالحرب الحمراء هي أغنيتي في شوارعك أيتها المدينة..
شيرازي: لا يهنأ العيش دون الحبيب. لا تتألم يا حافظ إن عصفت رياح الخريف بمخيلة الدهر، وقل لي أين يكون ورد بلا شوك..
ويتمان: فلتسرح فيما أخبرك بما يعنيه الحسد المحيط بنا. ففي السهل الأسفل يتعلم ويتدرب المجندون الجدد. ها هو المعسكر، غداً ترحل منه كتيبة. أتسمع الضباط يصدرون الأوامر. أتسمع قرقعة البنادق..
ملاحظة: شعر شيرازي ترجمة: محمد الأمين
وشعر ويتمان ترجمة: رفعت سلّام.
[email protected]

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"