حلمٌ عظيمٌ تحقق

05:18 صباحا
قراءة 3 دقائق

في خضم ثورات الربيع العربي، تبدو الإمارات العربية المتحدة نسيجاً وحدها في النأي بعيداً عن رياح عدم الاستقرار التي تضرب المنطقة بعنف، وتذكر بتوالي سقوط قطع الدومينو على رقعة أوروبا الشرقية، نهاية الثمانينات بداية التسعينات .

كلمةُ السر وراء هذا الإنجاز الفريد، تعود إلى أربعين عاماً خلت، حيث أسس مؤسس دولة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تجربة فريدة، هو وإخوانه شيوخ الإمارات السبع . ولعلي أتساءل هنا، لماذا لا تتم الاستفادة من هذا النموذج الإماراتي الفريد مجاناً؟

فهذه التجربة العربية حققت مكانة عالمية مرموقة في مناحٍ شتى، كما ابتعدت عن دائرة الصراعات والتوترات في علاقات الدولة الخارجية من ناحية ثانية، وأبرزت وجه الإمارات الإنساني على الساحة الدولية من ناحية ثالثة من خلال دعم الفقراء والمحتاجين ليس على الصعيدين العربي والإسلامي فقط ولكن في مختلف أنحاء العالم من دون تفرقة بين دين ولون وعرق . وباتت الإمارات تسبح بحمد الله فوق محيط من الرخاء والأمن والطمأنينة والاستقرار، ولا غرو بعد ذلك أنها أضحت قبلة للناس من أنحاء العالم ينشدون فيها الحياة المستقرة الآمنة .

دولتنا تحتفل هذه الأيام بمرور أربعة عقود على إضاءة هذه الشعلة الحضارية التي أنارت الدرب، وجعلت الإمارات تحقق قفزات نوعية على الصعد كافة، حتى أصبحت اليوم علماً إقليمياً ودولياً ونموذجاً يحتذى به في دول الشرق الأوسط بل وفي العالم .

إن الأزمات التي تضرب بعض دول المنطقة العربية تجعل من الإمارات تجربة فريدة صنعت تحولاً في واقعها، وحصّنت نفسها من الأزمات عبر سياج من العدالة والمساواة، حيث تعيش اقتصاداً قوياً تجاوز الأزمة المالية التي ضربت دول العالم عبر إجراءات اقتصادية حصيفة، كما تقدم الإمارات واقعاً اتحادياً فيدرالياً تندمج فيه إماراته ضمن سيمفونية وطنية وتكامل يحقق مصلحة شعب الإمارات .

ولاشك أننا في هذا اليوم نتذكر عظمة وحكمة زعيم ومؤسس هذه الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي بدأ مرحلة البناء الشاقة التي قادها بحكمة واقتدار وسخاء في العطاء وتفانٍ في الاخلاص والبذل، حتى أسس بصمات هذه الدولة الحديثة الموحدة ووضعها على عتبة التطور والنهضة التي نعيشها اليوم على الصعد كافة .

وتتواصل مسيرة الخير والنماء في قيادة خليفة الخير ومعه الشيخ محمد بن راشد وبقية أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات الذين يمثلون في تلاحمهم ورؤيتهم الثاقبة أصالة شعب الإمارات قيادة وشعباً، ويقدمون درساً مجانياً لشعب ملتحم مع قيادته التي تتلمس همومه وقريبة من أحلامه وتطلعاته .

وبالأمس القريب جرت انتخابات ديمقراطية لأعضاء المجلس الوطني الاتحادي على مستوى إمارات الدولة وسط أجواء من الحرية والمنافسة التي كفلها دستور البلاد ودعمتها قيادة الدولة، تعزيزاً لروح المشاركة الشعبية وتفعيلاً للعملية الديمقراطية .

ويحق للإماراتيين أن يفاخروا بتجربتهم الوحدوية والديمقراطية والاقتصادية التي جعلت من مستوى الدخل في الإمارات من أعلى الدخول في العالم، وبنت أسساً قوية لاقتصاد متين جعل المواطنين والمقيمين في هذه البلاد يعيشون في رفاه معيشي وفي ظل أجواء آمنة يستظل بظلها الجميع .

أربعون عاماً من الإنجازات التي يلمسها الجميع في مختلف إمارات الدولة من شرق البلاد إلى غربها، وبرعت كل إمارة في ظل مبدأ التنافس الخلاق في بناء نموذجها الخاص في التنمية وفي المشروعات السكنية والخدمية وإنشاء الحدائق والمراكز التجارية والأسواق التراثية .

الإمارات اليوم في ظل الازدهار الذي تعيشه صارت قبلة للسياح من مختلف دول العالم وأضحت مطاراتها تستقبل عشرات الملايين سنوياً، كما تجد العمالة العربية والأجنبية فيها ملاذاً لها، نظراً لفرص الأعمال المتاحة وأجواء الرفاه الاقتصادي والأمان التي توفرها هذه الدولة الرائدة في منطقة الشرق الأوسط .

عاشت الإمارات . . وعاش اتحادها في ذكراه الأربعين .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"