سلطان القاسمي.. إنجازات خالدة

01:18 صباحا
قراءة 3 دقائق
للعالم رجال نذروا أنفسهم لتنوير العقول، لا ينساهم التاريخ، لهم أعمال جليلة وإنجازات خالدة، إنجازات إنسانية وثقافية وعلمية وعالمية، ومن هؤلاء الرجال القلائل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي جعل من الإمارات واحة للمعرفة والثقافة والعلوم والابتكار العلمي، وأصبح علماً من الأعلام المضيئة للإنسان الباحث عن العلم والمعرفة والإبداع، احتضن منذ عقود العلم والثقافة في إمارة الشارقة، فجعلها منارة حضارية تنير العالم.
سلطان القاسمي اسم خالد في وجدان أبناء دولة الإمارات، حمل معاني العز والكرم والرعاية لشعب الإمارات، فاهتم براحة شعبه، الصغير قبل الكبير، المريض قبل المعافى، غير المتعلم قبل الأكاديمي، ويده البيضاء طالت كل أبناء شعبه، يعمل على راحتهم، ويتابع أمورهم ويرعاهم، ويوفر لهم الحياة الكريمة، ويذلل لهم سبل الرخاء في المعيشة.
إن سلطان القاسمي اسم يلمع في سماء العلم والمعرفة، سخّر حياته من أجل تنوير العقول ومحاربة الأمية والجهل، وقام بتطوير المجالات الأكاديمية وتعمير الجامعات والمدارس لأجل تعليم الشباب والشابات الذين يكنون له كل الحب والتقدير، وجعل من دولة الإمارات مركزاً رئيسياً محلياً وإقليمياً للثقافة والعلم ورعاية الفنون الجميلة ومعارض الكتب الدولية التي تتنافس في رحابها دور النشر من مختلف أرجاء العالم، وامتدت إسهاماته عبر الوطن العربي، واشتهر برعايته للتنمية الثقافية ودعم الإبداع، فهو حضن دافئ لكل إنسان باحث عن العلم والمعرفة.
مبادرات خالدة لا أستطيع سردها في مقال أو حتى على اتساع الصحيفة بأكملها، عقود من الإنجازات، ومبادرات عظيمة سواء على مستوى دولة الإمارات أو على مستوى العالم العربي والعالم، مبادرات سوف تبقى للأجيال القادمة، بنية تنموية وتعليمية وثقافية حقيقية.
أثرى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي الحركة العلمية والثقافية في الوطن العربي، في شتى حقول المعرفة، وأصدر سموه العديد من الكتب المهمة، واهتم بالتراث والمخطوطات، وسبر أغوار التاريخ وغاص في أعماق البحث والتدقيق مستكشفاً الحقائق، وعمل من خلال مؤلفاته على إبراز الدور العربي في النهضة والحرية والاستقلال والنضال ضد الاستعمار سواء في منطقة الخليج أو في المنطقة العربية ككل، بما يتشرف به كل عربي حر.
الفنون الجميلة لا سيما المسرح موضع اهتمام سموه، فقد اعتبر أن المسرح مدرسة فضيلة وأخلاق، ومن الأمانة المحافظة عليه. ولسموه أعمال مسرحية كثيرة، منها «عودة هولاكو» و«الواقع صورة طبق الأصل» و«الحجر الأسود» و«شمشون الجبار» و«الإسكندر الأكبر» وغيرها، ويهتم سموه بالتاريخ العربي والإسلامي والإسقاطات المعاصرة.
نلحظ اهتمام سموه الوثيق بالقضايا المعاصرة والمشكلات التي تواجهها المنطقة والعالم، منها قضية الإرهاب والتطرف والمتاجرة بالدين وتغييب الوعي بالخطاب الظلامي، ومن الأعمال المسرحية لسموه (داعش والغبراء) الذي ألقى الضوء على هذه القضايا، وأعلى من قيمة السلام والتسامح، ودعا إلى تطبيق الفهم الصحيح للدين بعيداً عن التشويه والفهم المغلوط الذي يسيء للإسلام كدين سمح رحيم.
ويهتم سموه بالثقافة ودورها في مصلحة الشعوب، ودور المثقف في تدعيم أواصر السلام والتعايش بالحكمة وجواهر البيان، ومكافحة العنف والعدوان والصراع، قال سموه: «الثقافة هي الأساس في بناء الحوار الإنساني، وخلق التفاهم والوئام بين شعوب العالم كافة، بغض النظر عن العرق أو الدين أو الجغرافيا».
ويؤكد سموه على أثر الأخلاق في بناء الحضارات الإنسانية، وأن القيم والأخلاق والتربية الصحيحة صمام أمان ضد التطرف ومناهج العنف، وأن ما تحمله القيم الإسلامية والعربية من موروث ثقافي عظيم يحتاج إلى تدعيمه وتعزيزه في المجتمعات، ليعود للحضارة العربية والإسلامية مجدها التليد، وتعيد لهذه المنطقة استقرارها المفقود في كثير من المناطق، وتنعم بالسلام، وتتفرغ للبناء والتعمير.

كثيراً ما نسمع عن دول سجل لنا العالم اسمها فقط في الخارطة، لكن ما فعله الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، حفظه الله، مع إخوانه حكام الإمارات أنهم رسموا اسم دولة الإمارات في قلوب الناس عبر العالم بإنجازات تاريخية خالدة، فأصبحت دولة الإمارات من الدول التي لها اسم ساحر جذاب بأفعالها النبيلة لشعبها وشعوب العالم. حدودنا ليست كبيرة ولكن اسم دولتنا كبير يتجاوز كل الحدود بإنجازاته العالمية.

صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي قامة ثقافية وعلمية كبيرة، يفتخر بها جميع مثقفي العالم، تمتد إسهاماتها في شتى النواحي، وعطاء سموه لا يزال متدفقاً كالنهر الفياض، يحيي الأمل والتفاؤل لدى الشباب والأجيال، ويبث الحقائق العلمية والثقافية من مكنون التاريخ وبطون المخطوطات، ليزيل الحجاب عن العقول ويجعلها تستنير، ويسبغ على الواقع جمال الثقافة والعلم والابتكار والفكر الإبداعي.

سلطان حميد الجسمي
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"