من قصر الوطن

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

رائد برقاوي

اليوم موعد آخر.. موعد مع حزمة جديدة من المشاريع الحكومية.. مع مبادرات نوعية للإمارات ومكوناتها المختلفة واقتصادها النموذج.. مع المستقبل الذي يتحقق اليوم.
من قصر الوطن، من أبوابه الفسيحة وتفاصيل عمرانه الأخاذة وألوانه الزاهية، تعلن حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم، عبر نخبة من وزرائها عن سلسلة من مشاريع الخمسين، التي ستشكل إضافة نوعية إلى ما تحقق في العقود الخمسة الماضية، لتستقبل سنوات جديدة وهي دولة أساسية وفاعلة في المشهد العالمي الذي لا يعترف إلا بالمجتهد، القوي المنيع المؤثر في الحضارة الإنسانية وعلومها ومعارفها وتقنياتها.
تجربة العقود الماضية حققت الكثير والكثير للإمارات واقتصادها، ولشعبها وللمقيمين فيها وللعالم، فكانت مرحلة بناء ملأى بالتحديات والفرص.. بناء الدولة ومؤسساتها وأركانها، وتعزيز أركان الاتحاد، وبناء الإنسان وتطوير وصقل مهاراته، فجاءت النتائج مبهرة، محلياً وعربياً ودولياً.
لكن هذه التجربة وذاك البناء على مرتبتهما العالية، يحتاجان دائماً إلى قراءة جديدة في المشهد العام وفي التفاصيل، وإلى أفعال أسرع لتعزيزهما والوصول بهما إلى مستويات أعلى، حيث لا سقف للنجاح ولا حدود للعلا، فالحياة لا تتوقف والتطور كذلك، والآخرون يتقدمون والمنافسة تشتد في المحيط والعالم، وعلينا دائماً أن نكون في المقدمة مثابرين متابعين متفانين.
مشهد الواقع وصور المستقبل يلزماننا بمراجعة ما تحقق، ويدفعاننا إلى التحديث الذي بات ضرورياً للحفاظ على المكتسبات وتسريع عجلة التنمية ومواكبة العصر، فما كان ينفعنا في الماضي على أهميته ليس بالضرورة صالحاً لواقع اليوم أو للمستقبل ومتغيراته، بما في ذلك قوانيننا وبنيتنا التشريعية التي تحتاج إلى تجديد مستمر يحاكي المتغيرات ويسبقها.
محاكاة أو تقليد أو نسخ تجربة الإمارات على المستوى العالمي، لا تخيفنا بل على العكس تفيدنا، فالتنافس ضروري لأنه يحفز العقول والطاقات معاً، ويجعل فرق العمل نشطة على مدار العام، ومبتكرة لتقديم الأفضل، وإلا تبقى المياه راكدة لا حياة فيها، ويعيش الجميع على أمجاد الماضي.
مشاريع الخمسين، على كثرتها لن تكون وحيدة لمواكبة الغد، فالمبادرات الحكومية لن تتوقف عندها، بل هي محطة مؤقتة، ستتبعها محطات أخرى، لأن قيادتنا لا تركن للإنجازات، بل تسعى إلى الجديد يومياً.. هكذا علمتنا التجارب السابقة، وهذا ما سيبلغنا به المستقبل القريب.
 وكما أكدت قيادتنا في مبادئ الخمسين، فإن الاتحاد سيبقى الأولوية القصوى التي تدور حولها أهداف المرحلة المقبلة، وعند ذكر الاتحاد فهذا يعني الإنسان والاقتصاد والسلام، ويعني المستقبل الزاهي بكل تحدياته وفرصه، ويعني مشاركة الجميع بهذا الطموح الذي ستعم فائدته المنطقة بأكملها التي تحاول الخروج من ركودها، فنجاح الإمارات هو نجاح عربي وإقليمي يستفيد منه الجميع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"