عبد الإله بلقزيز كيف نميّز الإيديولوجيا من العِلم، وما نِصابُ كلٍّ منهما؟ يتعلّق الأمر، هنا، بصعيدين من المعرفة اختلف المفكرون والدارسون في تحديد نوع العلاقة بينهما، على الرغم من أن معرفةَ أحدهما تفرض معرفةَ الثاني...
يفتح التّفكير في الإيديولوجيا، من خارج نطاق ميدان المعرفة، على أفقٍ أرحب من الظّواهر والعلاقات التي يدخل الإيديولوجيُّ في تكوينها، والتي لا يمكن إحسانُ فهْمِ وظائف
إذا كانتِ العولمة مقترنةً بالقوّة، حكماً؛ وإذا كان القويّ هو مَن يفرض عولمته على الآخرين فيخْلَع عليها سماته ومنظومة قيمه، فإنّ الدّولة الأقوى في العالم حين ابتداءِ
ينتمي استغلالُ البيئة واعتصارُ قواها إلى ثقافةٍ اجتماعيّة وسياسيّة، وبالتّالي إلى خُلُقيّة تشرّبهها الطّبقات حديثة الميلاد من بيئة العصر الصّناعيّ الحديث، واستبطنتْها
ما إنْ فتح صعود الرّأسماليّة، في أوروبا القرن الثّامن عشر، وتوسُّعها المتنامي ثغرة في جدار مبدأ السّيادة الوطنيّة حتّى كانتِ البشريّة جميعُها على موعدٍ مع فصْلٍ تاريخيّ
منذ نجاح ثورتها، قبل ثلاثة أرباع القرن، حتّى اليوم تُلِحّ مسألة الوحدة القوميّة على سياسات الصّين، وتفرض نفسَها بما هي المسألة المعيار التي تقاس بها مواقف دول العالم
ليس من مفهومٍ نظريٍّ يمكنه أن يبقى على حاله؛ ساكناً، ثابتاً، مقيماً داخل دلالاتٍ لا يطرأ عليها تغيير. المفاهيم كائناتٌ معرفيّة حيّة: تنمو وتغتذي بمواردَ جديدة، ويقع لها