التعليم عموماً، من الضروريات الحياتية الإنسانية للجميع، لأنه أساس البناء السويّ، للنهوض بالمستوى الفكري والعملي والأخلاقي، وهذه القيم جميعاً يجب أن يبدأ غرسها في بدايات النموّ، أي منذ بدء وعي الطفل، بحيث تكون البذرة سليمة أولاً، وقابلة للنموّ والتطوّر.
هذه القيم والمفاهيم، أدركتها الإمارات، منذ بداية التأسيس، فأرسى دعائمها الثابتة والقوية، الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مع إخوانه المؤسسين، طيّب الله ثراهم جميعاً، وسارت على نهجهم قيادتنا الرشيدة.
فكان الغرس سليماً أينع ثماراً إنسانية راقية، رأيناها ونراها في كل المؤسسات التعليمية في إمارات الخير والعطاء.
ولمّا كان غرس التعليم والتربية والقيم، يبدأ منذ بداية التشكّل، فإن دور الحضانة، هي الأساس السليم، لهذا الغرس، وهذا ما كان مع «مشروع حضانات الشارقة»، هذا المشروع التربوي الكبير، الذي يهدف للوصول إلى جميع المناطق في الإمارة، ويشمل رعاية التعليم من الحضانة إلى الجامعة.
وهذا ما أكده صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، في افتتاح مبنى «حضانة واسط»، ضمن المرحلة الثانية من المشروع، حيث قال: «نأمل إن شاء الله مواصلة تعزيز هذه الطلائع من الأطفال الذين شاهدناهم ودعمهم وضرورة الاستمرار معهم».
نعلم جميعاً أن الطفل أساس البناء، فإذا كانت التهيئة سليمة قوية متماسكة غنيّة، فإن البناء سيكون شامخاً صلباً، فضلاً عن جماله وسعة أركانه. وهذا التأسيس يبدأ من الحضانة التي يعني اسمها أرقى المعاني، فهي من الحضن الذي يحتوي الابن، ويوفّر له الدفء والحنان والأمان، والعاطفة الصادقة، فضلاً عن الحميمية الإنسانية التي تغرس أرقى القيم والمفاهيم.
فهذه الحضانات التي تشرف عليها وتتابعها هيئة الشارقة للتعليم الخاص وأكاديمية الشارقة للتعليم، عبر توقيع الاتفاقيات مع بيوت الخبرة العالمية في هذه المجالات، تشكل أساساً صلباً، لبناء جيل صلب والارتقاء بالمؤسسات التعليمية في مختلف الجوانب والخدمات المطلوبة للتدريس، وتدريب المديرين والمعلمين فيها، وتأهيلهم. فضلاً عن الإشراف على تدريس اللغة العربية والدراسات الإسلامية في المدارس كافة.
صاحب السموّ حاكم الشارقة، وجه أكاديمية الشارقة للتعليم بالإشراف الإداري والتربوي والتعليمي على الحضانات التي تتبع الدوائر الحكومية في الإمارة لتطوير مستوياتها لتصبح من أفضل الحضانات التربوية والتعليمية.
