رؤية محمد بن زايدانعكاس لحكمة الوالد المؤسس

05:58 صباحا
قراءة دقيقتين
حسن جمعة الرئيسي
الرؤية الثاقبة التي يتمتع بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وكيفية إدارته الملفات الساخنة التي تكون دولة الإمارات طرفاً فيها، جعلتاه محط أنظار ومتابعة وسائل الإعلام العالمية.
ومن يعرفه عن قرب يجد أن رؤيته للسياسات الداخلية والخارجية لدولة الإمارات مُطابقة لحكمة والده ومعلمه مؤسس الاتحاد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، الذي عُرف بالحكمة التي مكنته من بناء كيان اتحادي صلب بدون استخدام العنف أو التسلط، وعلى النهج ذاته يحرص محمد بن زايد على أن يُكمل إنجازات وحكمة زايد لتكون دولة الإمارات قِبلة للاستثمارات، واليد الممدودة للجميع لحفظ الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب بكافة أشكاله.
ونتيجة ثقة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله في محمد بن زايد، وما لمسه من شخصية قيادية، لها حضورها، فإن سموه يوجهه بكل الأمور التي تخدم دولة الإمارات، ليُكمل بذلك نهج والده وقدوته الذي كان يُعطي بناء الإنسان الإماراتي الأولوية وتوفير كل ما من شأنه تقوية الدولة سواء في الداخل أو الخارج، فلهذا يولي محمد بن زايد اهتمامه الشديد بالعلم ومواكبة التطورات الحديثة لا سيما في المجال التقني لبناء جيل قادر على إكمال مسيرة التفوق دون الاعتماد على النفط.
وكما تجلت حكمة زايد عندما احتضنت العاصمة أبوظبي أول اجتماع لدول مجلس التعاون نتيجة الأحداث المتسارعة التي شهدتها المنطقة، وكان زايد معروفاً بحرصه الشديد على التعاون الخليجي، فلهذا خاطب القادة في أحد مؤتمراتهم بأن دول الخليج العربي كالجسد الواحد، وأن أي خلل قد يحدثه أحد أعضائه سيؤثر في الجميع، وعلى البقية تصحيح هذا الخلل والاعوجاج. ورؤية محمد بن زايد لا تختلف عن حكمة والده ومعلمه فهو الداعم الكبير كي يؤدي مجلس التعاون دوره في تحقيق أهدافه السامية، وفي الوقت ذاته لا يتردد في أن يقف موقف الحزم مع من يريد المساس بالأمن القومي.
لم يأت إطلاق لقب حكيم العرب على الشيخ زايد رحمه الله من فراغ، ولكن لنجاحه في تأسيس دولة الإمارات وتوفير كل الدعم للأمة العربية والدول الصديقة وحثه على رص الصفوف، فبعد إبعاد مصر عن محيطها العربي كان له بُعد النظر في المساهمة في إعادة مصر للحضن العربي، لما تشكله مصر من ثقل عربي على مر التاريخ، وبالنظرة ذاتها ينظر محمد بن زايد إلى مصر، ويُعلن في كافة المحافل أن أمن مصر خط أحمر لا يمكن تجاوزه لما فيه خير الجميع.
إن رؤية محمد بن زايد لم تغادر حكمة والده، وما رسمه من مبادئ وأسس لدولة الإمارات وإن تغيرت الملفات وتشعبت.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

​محام ومستشار قانوني

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"