عادي
تركيا تواصل تحدي المجتمع الدولي ودول الجوار الليبي بدعم الميليشيات في طرابلس

زيارة أردوغان «المشبوهة» تثير امتعاضاً وحذراً في تونس

03:37 صباحا
قراءة دقيقتين

تونس:«الخليج»

أثارت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان غير المعلنة مسبقاً إلى تونس، أمس، حالة من السخط والانتقادات في وسائل الإعلام ولدى السياسيين، في ظل التصعيد المستمر في الجارة ليبيا، ومواصلة أنقرة تحدي المجتمع الدولي ودول الجوار الليبي في مساعيها لدعم الميليشيات الموالية لحكومة «الوفاق» في طرابلس.
وفي زيارته «المشبوهة» وصل أردوغان مرفوقاً بوزيري الدفاع والخارجية ومدير المخابرات وعدد من المستشارين الأمنيين إلى تونس في زيارة لم تشر إليها الرئاسة التونسية حتى اللحظة الأخيرة وهو ما أحدث هذه الحالة من الامتعاض العام.
وتصدر ملف النزاع الليبي المحادثات بين الرئيس التركي ونظيره التونسي قيس سعيد في ظل الجهود المستمرة لاحتواء التوتر المتصاعد بين الفرقاء الليبيين والتمهيد لمحادثات مؤتمر برلين حول ليبيا والمزمع عقده في مطلع 2020.
وعلى الرغم من التطمينات التي لوح بها الرئيس التركي خلال المؤتمر الصحفي بشأن دعم المفاوضات بين الشقين المتنازعين، المشير خليفة حفتر ورئيس حكومة الوفاق في طرابلس فائز السراج، إلا أن الشكوك في تونس تحوم حول وجود نوايا لتدخل تركي متوقع في ليبيا.
ويأتي ذلك على خلفية الاتفاق الأمني الموقع بين طرابلس وأنقرة ومن بين بنوده إمكانية إرسال تركيا لجنود إلى ليبيا بجانب ترسيم الحدود البحرية بين البلدين.
وعلى خلفية الاتفاق تواجه مؤسسة الرئاسة في تونس ضغوطاً من أحزاب ووسائل الاعلام للتحرك وحماية الأمن القومي للبلاد والتي تشترك بحدود تمتد لمسافة 500 كيلومتر مع ليبيا، كما لها مصالح حيوية وارتباطات اقتصادية قوية مع ليبيا. وحذر حزب «مشروع تونس» في بيان، أن زيارة أردوغان لتونس «توحي باصطفاف رسمي تونسي لصالح محور تركيا - حكومة الوفاق اللّيبية الذي أنتج اتفاقية هي محل رفض أغلب العواصم العربية والأوروبية».
ودعا الحزب رئاسة الجمهورية «إلى النأي بتونس عن هذه الاصطفافات، معبراً عن رفضه استعمال تونس كمنصة سياسية لمحور دولي معين تتناقض مصالحه مع مصالح تونس ومع سلامة علاقاتها العربية والدولية».
وجاء في نص البيان «بعد الاطّلاع على تركيبة الوفد المصاحب للرئيس التركي، فإن مشروع تونس يحذر من أي تفكير في استعمال تونس منصة لأي عمل استخباراتي أو أمني أو عسكري لصالح تركيا تجاه ليبيا».
وأوضح النائب عن حزب «قلب تونس» زهير مخلوف أن ما يقوم به قيس سعيد من تدخلات في شؤون خارجية ولقاءات مع أطراف خارجية يشكل خطورة على البلد، مشيراً إلى أن الأوضاع الحالية لا تسمح له بالقيام بمثل هذه التدخلات، مرجحاً أن تكون سبباً في مشاحنات على الحدود الليبية التونسية.
وفي علاقة بخطورة الملف الليبي تحدث الرئيس التركي عن دعمه لحضور تونس والجزائر لمؤتمر برلين بالتنسيق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، لكن دون أن يشير أيضاً إلى مصر التي ترتبط بحدود مع ليبيا.
وتواصل تركيا تحدي المجتمع الدولي ودول جوار ليبيا، إذ يعمل برلمانها على مشروع قانون، يتيح نشر قوات تركية في هذا البلد العربي الواقع في شمال إفريقيا.
وأكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، أن «تركيا ستواصل تقديم الدعم اللازم لحكومة السراج لقتال الجيش الوطني الليبي»، بحسب تعبيره.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"