عادي

«تانغو الخراب».. الانتصار على المأساة

02:33 صباحا
قراءة 3 دقائق
الشارقة: «الخليج»

رواية «تانغو الخراب» للكاتب المجري لاسلو كراسناهوركاي، حصلت على جائزة «المان بوكر» عام 2015، وهي واحدة من أهم الجوائز الأدبية في العالم، وجدت الرواية صدىً كبيراً على المستوى العالمي، وقد أصدرتها عربياً دار التنوير بترجمة مميزة للحارث النبهان، ووصفت الرواية بأنها تحفة أدبية سوداوية الطابع، وهذا التركيب بين الكلمتين المتناقضتين يشير إلى التعقيد الفني والجمالي الكبير في الرواية، التي اعتبرت من قبل النقاد والقراء عملاً إبداعياً متميزاً، وقد ألهمت المخرج بيلا تار لإخراج فيلمه الروائي المقتبس منها والذي حصل على عدة جوائز عالمية.
تدور أحداث الرواية في قرية معزولة يقطنها عددٌ قليلٌ من السكان، يعيشون عدة أيام في أجواء ماطرة، وتصور حالة البؤس الكبير والخيبات والخيانات التي تعيشها القرية، حيث إن أهلها بلا آمال، فشلوا في كل شيء، تكسرت مخططاتهم، وتحطمت أهدافهم، وضاعت أحلامهم، فباتوا في عزلة وبؤس، وقاموا معاً على أنغام التانغو بأداء رقصة الموت، وخلال هذه الأجواء الكئيبة والسوداوية، تسلل إليهم شخصٌ أوقع في روعهِم أنه مخلصهم المنتظر، وأوهمهم بأن الخلاص بات قريباً، وذلك الشخص هو إرمياس الذي ظنوا أنه مات، والذي نجح في خداعهم بأنه من سينقذهم من الجحيم الذي يعيشون فيه وينقلهم إلى عالم مشرق، ويقنعهم إرمياس بتسليمه أموالهم لإنشاء مزرعة تعاونية، غير مدركين أن تلك حيلة لإخراجهم من المكان.
وجدت الرواية تفاعلاً عند القراء العرب، في مواقع مراجعات الكتب، وقد اتفق معظمهم على أن الكاتب نجح إلى حد كبير في نقل أجواء ساحرة غرائبية، عبر سرد مختلف يشجع على متابعة تفاصيلها الموحشة السوداوية، يقول أحد القراء: «الرواية حفلت بالسوداوية، ووسط هذه الأجواء ناقشت مسائل حياتية في غاية الأهمية مثل اليأس والأمل، والخيانة والهزيمة، والأحلام الشاردة، والأمنيات عصية التحقق»، فيما يقول قارئ آخر: «الرواية اتسمت بأجواء موحشة، صدرها الكاتب ببراعة إلى القراء، فعاشوا في مناخاتها السوداوية، حتى ليخيل إليك أنك أحد شخوصها، واستطاع الكاتب أن ينجح في صناعة معمار روائي قوي، وسرد بسحر خاص، يضيع القارئ في مجاهل الأحداث، لكن السرد المتين يعيد إليه بوصلة فقدها»، فيما تقول إحدى القارئات: «رواية عظيمة ستكون ضمن أفضل الروايات، في بنائها الكثير من الذكاء والإثارة، فهي جذابة جادة، كتبت ببراعة ورؤية مميزة، وربما تشير الرواية إلى مستقبل الكون كله في ظل ما نعيشه من خراب وظلمات».
يقول قارئ آخر واصفاً مكانة الرواية وأهميتها: «هي فتح جديد في عالم الرواية، لا تشبه أية رواية أخرى، متفردة في كل شيء، حبكة مميزة وسرد مختلف، وهي عمل ذو بنية أدبية راقية بذل فيها كثير من الإبداع»، ويقول قارئ آخر: «الرواية عانقت عوالم جوجول في رائعته (الأنفس الميتة)، وفاقت عوالم (في انتظار غودو) لصمويل بكيت، شرحت الخراب، ومناخات اليأس، وانعدام الأمل إلا من خلال مخلص، لكنها مضت في تقديم درس مقاومة الموت والانتصار على المأساة». ولئن كانت الرواية قد وجدت الكثير من الإعجاب لدى القراء العرب، إلا أنها كذلك وجدت بعض الاستهجان، من قراء وجدوا أنها حفلت بالكثير من الكآبة والسوداوية، وأنها خلت من الأحداث، وغرقت في الغموض والإسهاب، وركنت إلى الإكثار من التفاصيل المملة. يقول أحد القراء: «الكاتب أكثر من الإسهاب، ويستغرق صفحات في وصف كيف شرب أحدهم كأس ماء أو غيره، لا أعرف لماذا يتحتم علينا أن نقرن الغموض بالإبداع».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"