إلا الصحة والتعليم

04:27 صباحا
قراءة دقيقتين
حبيب الصايغ

أريد توصيل هذه الفكرة، وأرجو أن تصل: تبذل الدولة في سبيل نهضة الصحة والتعليم الكثير، وبعض التفاصيل مبهر ويندرج في الذي لم يقل، لا يقال، لأن الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية تعتبره في البدهي والواجب. للمواطن حقه في التطبيب الأفضل، وكذلك في التعليم، وتخصص من أجل ذلك، ومن أجل أن يكون في المستوى المطلوب، الميزانيات المجزية. علاج في الداخل، علاج في الخارج. ووجود مستشفى مشرف داخل الدولة مثل «كليفلاند كلينك» أبوظبي يختصر ما يراد قوله هنا، ويغني عن مزيد كلام. هذا متاح للمواطنين ولقطاعات واسعة من المقيمين، ومفهوم الصحة في بلادنا اليوم يتجاوز التشخيص والعلاج إلى وقاية المجتمع، وفي التعليم يقال الكلام نفسه. مدارس متقدمة وغيرها من مختلف الطبقات، وبعد أن لم تكن في دولة الإمارات جامعة واحدة في منتصف السبعينات أصبحت لدينا عشرات الجامعات والكليات والمعاهد المتخصصة، ويمكن استعراض بعض الأسماء بكل فخر: جامعة الإمارات التي خرجت أجيال الإمارات، وجامعتا زايد وخليفة اللتان تحملان اسمي أعز وأغلى الناس، وكليات التقنية العليا، وجامعة الشارقة، والجامعة الأمريكية في الشارقة، والجامعة القاسمية، وجامعات الشراكات الاستراتيجية الكبرى في أبوظبي مثل نيويورك والسوربون، إلى جانب مجموعة من الجامعات الخاصة، والحمد لله على تمام النعمة.
مقدمة وقد طالت، لكنها ضرورية نحو إيصال الرأي أو الفكرة.
المواطنون يحصلون على الفرص الكاملة في ذلك كله أو هكذا يفترض، وقطاعات من المقيمين تنال فرصها، وتبقى فئات منهم لا تحصل عليه أو لا تناله بالسهولة نفسها:
المثال الأول: رب أسرة مقيم منذ عقود، وقد خدم بلادنا وأسهم، من خلال موقعه، بغض النظر عن كبر أو صغر الدور والموقع في البناء، وفجأة بعد هذه السنوات الطويلة أصيب بمرض عضال، وفي عز المشكلة المفاجئة قيل له الخبر الصاعق في كلمتين أو ثلاث: «التأمين لا يغطي»، فماذا يفعل وكيف يتصرف؟
يحاول طرق أبواب معلومة وغير معلومة بما في ذلك مؤسسات إنسانية وجمعيات خيرية، وبما في ذلك المؤسسات الحكومية المسؤولة عن الصحة، وفي نهاية المطاف والغرق في بحر متلاطم من القلق، يجد ضالته في الأغلب، فنحن في بلد الخير، لكن.. هل من سبيل لمواجهة مثل هذه الحالات مبكراً عبر إجراءات معلومة ابتداء، ولها سمة «المأسسة»، حيث.. إلا الصحة والتعليم.
نعم إلا الصحة والتعليم، ففي المثال الثاني الرجل نفسه أو جارته الأرملة التي توفي زوجها بعد خدمة عقود في الدولة، وفي التركة أطفال وشباب، وبعضهم متفوق جداً، ولا قدرة على تمويل التعليم، والحكاية نفسها من طرق أبواب ومحاولات، وقد تنجح الجهود والمحاولات، لكن بعد الغرق في بحر القلق نفسه.
ثم، وهذا كلام لا بد منه، من يضمن أن محاولات هؤلاء في الصحة والتعليم تنجح دائماً؟ ماذا لو فشلت محاولات رجل يريد أن يتعالج أو أرملة تريد تعليم أولادها؟
إلا الصحة والتعليم، فنحن في دولة التقدم والاستقرار والمحبة والتعايش والتسامح، ونريد مواجهة حكيمة لكل الظواهر مهما صغرت أو قل المتضررون منها.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"