أهمية الشرق الأوسط

05:20 صباحا
قراءة دقيقتين
سلطان حميد الجسمي

يعتبر الشرق الأوسط اليوم من أهم المناطق في العالم؛ نظراً لموقعه الاستراتيجي ولما يتميز به من ثروات طبيعية، أهمها النفط والغاز الطبيعي اللذين يعتبران من أساسيات حياة البشرية على كوكب الأرض، إضافة إلى الممرات البحرية الأساسية التي تصل بين الشرق والغرب. ولذلك تحرص قوى الشر العالمية على الاستحواذ على أكبر قدر من مصادر الطاقة، فالحروب والنزاعات التي نشهدها اليوم تصب في مصلحة قوى الشر التي تدخل دول المنطقة بحجة محاربة الإرهاب، كما هو حال سوريا والعراق وليبيا، حيث زرعت فيها التنظيم الإرهابي الأخطر في العالم، والذي تم تشكيله في الدهاليز والغرف السوداء، وألبسوه ثوباً إسلامياً مزيفاً، وتركوه يرتكب أبشع الجرائم.
ولعل الدور التخريبي الأكبر الذي لعبه هذا التنظيم في العراق وسوريا، هو نهب الثروات الطبيعية من النفط، ومليارات الدولارات وأطنان الذهب.
وبعد المعارك الناجحة ضد هذا التنظيم، وجد جنوده المرتزقة ألا أمل لهم بعد الآن في المنطقة، فاتجهوا إلى أوروبا وشرق آسيا وأفغانستان وشمال إفريقيا، لنشر سمومهم هناك، بهدف استكمال نهب وتدمير تلك المناطق.
ولا شك في أن للممرات البحرية في الشرق الأوسط أهمية كبيرة بالنسبة للعالم؛ لأنها حلقة وصل بين قارات العالم، حيث تربط بلدان أوروبا وأمريكا، ببلدان آسيا مثل الصين وكوريا والهند، والإمارات والسعودية وغيرها من الدول التي تعتمد حركة موانئها على التصدير والاستيراد، مثلما نشاهد اليوم صراع قوى الشر وإيران للسيطرة على الملاحة البحرية في البحر الأحمر.
ولعل هذا من أهم أسباب دعم إيران لجماعة الحوثي في اليمن، حيث يتم بشكل يومي زرع ألغام في البحر الأحمر لتمكين الجماعة من زعزعة الأمن في المنطقة، والسيطرة عليها والتحكم الكامل في مضيق باب المندب، إلا أن قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات، دمرت كل مخططات إيران والحوثي الخبيثة للسيطرة على الملاحة البحرية هناك، مما أعطى ثقة كبيرة للمستثمرين حول العالم باستخدام هذا الممر المائي المهم.
وللأسف، فإن إيران لم تكتف بمحاولة المساس بأمن الملاحة البحرية في البحر الأحمر؛ بل إنها تهدد باستمرار مضيق هرمز وناقلات النفط، في مسعى منها للسيطرة على الملاحة في الشرق الأوسط.
إن منطقة الشرق الأوسط ذات أهمية كبيرة للتجارة العالمية. وهناك نوعان من التجارة في المنطقة، النوع الأول والأضخم هو السوق السوداء، وهو الأكثر ربحاً لقوى الشر والدول والشركات والمنظمات العالمية، ففيها تباع الأسلحة للمنظمات الإرهابية مثل «داعش» و«النصرة» و«القاعدة» في المناطق التي تشهد توترات، وتأتي بعد الأسلحة المخدرات فهي التجارة المهمة لقوى الشر، تصدر إلى دول وقارات أخرى، وأيضاً تُباع في بلدان الشرق الأوسط، من خلال السوق السوداء لتدمير المواطن العربي.
أما النوع الثاني فهو التجارة العالمية الطبيعية والقانونية، وتشكل مصدر الدخل الرئيسي لدول الشرق الأوسط، حيث تشهد تنافساً كبيراً بين الدول والشركات العالمية، لفتح أفرعها ومكاتبها التمثيلية في الدول الأكثر أمناً واستقراراً ونمواً مثل دولة الإمارات والسعودية، وغيرهما من الدول الخليجية والآسيوية. للشرق الأوسط أهمية كبيرة، أهمها ما ذكرناه؛ لذلك تتكالب عليه كل قوى الشر لنهبه وتدميره.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"