الإمارات والسعي إلى المعرفة

03:51 صباحا
قراءة 3 دقائق
عبدالغفارحسين
سألني مندوب إحدى الصحف وأنا أهم بدخول مؤتمر المعرفة الأول في دبي يوم الأحد 7 ديسمبر/كانون الأول الجاري: كيف ترى التوفيق بين ما عرفت عنه دبي والإمارات من الاهتمام بالعمارات والإنشاءات، وبين اقتصاد المعرفة التي سيتناولها هذا المؤتمر؟ قلت له "أليس الإتقان في فن العمارة والإنشاء وبناء ناطحات السحاب النموذجية التي نشاهدها في دبي، وفي أبوظبي وفي الإمارات، أليس كل هذا فن من فنون المعرفة، أتعتقد أن صاحب فكرة إنشاء مشروع إعماري وإنشائي ليس عنده معرفة؟ في رأيي أن عمله هذا من لب المعرفة، وقد أخذ منها بعمله هذا نصيب كبير، أليس المهندس المصمم لهذه الإنشاءات هو صاحب معرفة، أكان يمكن أن يبرز معماره لولا أنه من ذوي الحظوظ في المعرفة ولا شك أن القيادة، القيادة في الإمارات التي وصلت إلى هذا المستوى من الإنجاز الجيد في التنمية هي صاحبة معرفة" .
كان الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله، صاحب معرفة واسعة وحقيقية، عندما استطاع أن يسهم هذه المساهمة التي نجني ثمارها اليوم وهي بناء هذه الدولة وما أعقبها من عمران وإنشاء منقطع النظير في أبوظبي وفي غيرها من مدن الإمارات، وكان الشيخ راشد بن سعيد رحمه الله صاحب معرفة ورؤية عندما جعل من دبي مدينة هي الآن محط الأنظار ووضع لها قواعد متينة في المجال الإنشائي والعمراني .
الشيخ محمد بن راشد، صاحب معرفة، وصاحب رؤية بعيدة الغور، ولا يكون صاحب رؤية من لا معرفة له - هذا القيادي الذي لا يمر يوم إلا وله إنجاز في المجال العمراني وفي شتى المجالات . . محمد بن راشد يقفز بدبي إلى آفاق من التطور المتقدم المبدع، وهل تأتي هذه المقدرة على الإبداع بغير المعرفة المتأصلة؟
إذن مؤتمر المعرفة الذي حضره وافتتحه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، هو جزء من ترسيخ المعرفة لكل ما يتم إنجازه في دبي وفي الإمارات .
ومن يقرأ منا كتب الشيخ محمد بن راشد ويستمع إلى أحاديثه يدرك أن هذه الشخصية القيادية تتحدث عن شيء اسمه "المعرفة" في الأقوال والأفعال، وما ينجز وما يخطط له من إنجاز، ويقوم بالبحث عن هذه المعرفة لكي يطبقها ويسهل من الطرق المؤدية إليها، فالمعرفة هي الحكمة، والحكمة كما يقال في الأثر، ضالة المؤمن ينشدها أينما وجدها، كما أن العزيمة في أن تكون دائماً في الطليعة، هي حكمة وهي معرفة، ومن دونهما من الصعب أن نسابق الزمن ونصل إلى الطليعة .
يقول الشيخ محمد بن راشد . . في كتابه "رؤيتي" . .
"إن لم تكن في الطليعة فأنت في الخلف . إن لم تكن في المقدمة فأنت تتنازل عن مكانك الطبيعي لمصلحة منافس آخر ربما كان أقل منك مقدرة واستعداداً وإبداعاً . إن كنت دخلت السباق ولم تفز في المرة الأولى فلا بأس . هذا ليس فشلاً بل كبوة، وجميعنا يعرف أن لكل جواد كبوة . الفشل الحقيقي في رأيي ليس أن تقع على الأرض لكن أن تظل على الأرض عندما يُطلب منك الوقوف . والفشل الأكبر هو ألا تريد أن تقف مرة أخرى . إن كانت كبوة فعليك دراسة أسبابها واكتشاف مكامن الخطأ، وتصحيح الوضع والعودة إلى السباق بأسرع وقت ممكن وفي عينيك طموح الفوز . هذا إن كنت تريد الفوز . وإن لم تشأ أن تكون في المقدمة لسبب ما، فأنت في الواقع تعترف لنفسك وللآخرين بأنك لست أهلاً لهذه الصدارة وحان الوقت لتتويج فارس جديد والقبول بنتائج الهرولة خلف الأمم العدّاءة" .
إن عقد مؤتمر يشير إلى المعرفة في دبي دليل على أن الإمارات تنشد الوصول إلى المعرفة وهي ضالتها، وتستعين في ذلك بالخبراء والمختصين الذين استطاعوا أن يصلوا إلى طرف من المعرفة لكي يقولوا لنا كيف السبيل إلى الوصول إلى طريق يقود إلى المعرفة، فلنبارك على الدوام كل عمل يقودنا إلى المعرفة .
[email protected]
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"